بالصلاة على النبي الكريم وتوحيد الله، افتتح البرعم بلقاسم سراي من فرقة ''الرسالة'' من بوسعادة، الطبعة الأولى لمهرجان الإنشاد الدولي الذي تحتضنه قسنطينة من ال 27 نوفمبر الجاري إلى الثامن من شهر ديسمبر المقبل. وقد أدهش البرعم بلقاسم سراي الجمهور الذي غصت به قاعة المسرح الجهوي بقسنطينة، بآدائه المتميز وصوته القوي الذي زعزع سكوت القاعة وأجبر الحضور من الشباب على التفاعل بالتصفيق والنساء بالزغاريد، ليعود بالحضور الى الطابع الإنشادي الخاص بمنطقة بوسعادة في أنشودة ''الجزائر يالجزائر وطني باهي... شوف بلادي رجعت جنة... ياسعدو من جاها زاير'' وهي الأنشودة التي حركت مشاعر الحب للوطن ودغدغت أحاسيس الانتماء والوطنية وكانت رسالة صادقة لضيوف المهرجان العرب والأجانب على غرار الشيخ محمد أمين الترميذي، فكانت ''ليلة مميزة طافحة بكل الخير والكلم الطيب الذي يعرج إلى السماء '' على حد قول محافظ المهرجان السيد جمال فوغالي. ليختتم مفاجأة السهرة الطفل بلقاسم سراي صاحب ال 14 ربيعا وصْلته بأنشودة مشهورة رددها معه الجمهور وكانت تحت عنوان ''خيواني يا خيواني أنتم أهلي وأخواني''. وتواصل الإنشاد أثناء جلسة الاستراحة، حيث تفاعل الجمهور بالغناء مع ثلة من المنشدين العرب الذين كانوا مع الحضور وأبوا قطع السهرة وأرادوها امتدادا من الركح الى كل أنحاء قاعة المسرح من خلال الصلاة والسلام على خير الأنام. وامتد الجسر من بوسعادة الى تونس الخضراء في ثاني جزء من السهرة وحمل الجسر عملاقا من عمالقة الطرب العربي الذي أبى إلا أن يحضر ويشارك في هذا المهرجان قادما من طيبة البلد الآمن، فكان لطفي بوشناق الذي غنى للحداثة والتراث وللوطن والسياسة، أنشد فسحر وعزف فأسر القلوب والنفوس، أنشد ''بيض الملائكة'' من نغمة ''البياتي'' ، تخللتها ''مولاي صلي وسلم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق كله'' وأبدأ باسم الله أول الكلام'' من نغمة ''الإصبعين'' تلتها ''أكبروا الرسول'' من نغمة ''الراست'' ليختتم لطفي بوشناق سهرته بعمل مشترك مع الجمهور، حيث أدى نوبة ''سيدي بن عيسى'' رافقه فيها الحضور بالتصفيق حتى النهاية. واعتبر والي قسنطينة في كلمته التي قرأها نيابة عنه الأمين العام أن ''مثل هذه التظاهرات تربط التاريخ بالحاضر والمستقبل الذي يجب التأسيس له وبناؤه بالثقافة، معتبرا أن تزامن تاريخ المهرجان مع بدء أيام شهر محرم الذي عرف هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى يثرب وظهور اول أبيات إنشادية من خلال نشيد ''طلع البدر علينا'' الذي تغنى به الصحابة فرحا بقدوم الرسول، لهو دليل على تمسك الجزائر بعروبتها وإسلامها، كما تؤكد انفتاحها على الحضارات الأخرى. وأكد السيد نور الدين لرجان المدير المركزي بوزارة الثقافة أن طابع الإنشاد يحظى بمكانة مرموقة في الجزائر، مستدلا بذلك على المهرجانات المحلية التي احتضنتها عديد الولايات على غرار ورقلة، مستغانم، قالمة والمسيلة. وللإشارة اقتسم ركح مسرح قسنطينة الجهوي، ليلة أمس، خلال فعاليات السهرة الثانية من المهرجان كلا من المنشد منصور زعيتر من سوريا وفرقة ''الأنوار'' من بوسعادة.