أطلق سكان حي بودراع صالح الجديد أو ما يعرف بشاليهات السوطراكو بقسنطينة التابعة للقطاع الحضري البير صرخة استغاثة للمسؤول الأول على الجهاز التنفيذي، بعدما ضاقت بهم السبل ولم يجدوا آذانا صاغية لمعاناتهم رغم الوعود الكثيرة التي تلقوها في العديد من الأحيان لترحيلهم من أقبيتهم نحو سكنات لائقة. وقد ضاق ذرعا بهذا الوضع سكان شاليهات السوطراكو التي أنجزت سنة 1979 كمنطقة عبور على أن لا تتجاوز مدة الإقامة بها 5 سنوات بعدما أوقفت السلطات الولائية تنفيذ وعدها القاضي بترحيلهم سنة 2007 بسبب الخلاف بين السكان، حيث تم ترحيل جزء من السكان والبالغ عددهم 452 عائلة على شطرين بين 1994 و,1995 لتبقى 283 عائلة تصارع الأمرين، خاصة هشاشة السكنات التي لا تليق بالسكن حسب ما تؤكده الوثائق التي يحملها السكان، والتي تؤكد عدم صلاحية مساكنهم للعيش أكثر من 5 سنوات، وهي موقعة من 7 مديريات بالولاية من بينها مركز الرقابة التقنية، ومديرية البيئة وديوان التسيير العقاري. وقد تحولت هذه الشاليهات إلى مأوى للجرذان والأفاعي والحشرات الضارة، ناهيك على انتشار الأمراض المزمنة بسبب نوعية السكنات والمواد المصنوعة بها خاصة الاميونت، مما أدى إلى تسجيل أكثر من 40 حالة سرطان بهذا الحي بين 1998 و2009 حسب إحصائيات قام بها السكان، ناهيك عن ظهور أمراض أخرى كالحساسية والربو. وقد أبدى بعض ممثلي السكان استعدادهم لمساعدة السلطات المحلية في عملية الترحيل والكشف عن أي تلاعب، حيث وجهوا أصابع الاتهام للجنة السابقة للحي التي وصفوها باللهث وراء المصالح الشخصية الضيقة على حساب المصلحة العامة للسكان الذين أضحوا مهددين من كل النواحي في ظل غياب تهيئة حقيقة لهذا الحي، والذي أصبحت فيه المياه الصالحة للشرب مختلطة بالمياه القذرة على حسب تأكيد سكان شاليهات السوطراكو. وقد طلب الوالي من السكان خلال زيارته لهذا الحي في الأسابيع الفارطة القليل من الصبر، حيث وعدهم بالتكفل بإسكانهم في إطار برامج رئيس الجمهورية المخصصة لهذه الفئة، كما طالب السكان بمواكبة النظرة الجديدة للولاية، حاثا إياهم على تنظيم أنفسهم في شكل جمعية والوقوف في وجه كل الغرباء الذين يريدون الاستفادة غير المبررة من دعم الدولة، في رسالة إلى باقي سكان الاحياء القصديرية والفوضوية التي بلغت 44 حسب تأكيد المسؤول الأول عن ولاية قسنطينة.