قالت المخرجة الكندية من أصل فلسطيني، تغريد سعادة، أن الفلسطينيين المقيمين بكندا يعانون الويلات، خاصة الذين لم يمنح لهم حق اللجوء السياسي، فهم يقاسون كثيرا في مجال البحث عن العمل أو مزاولة الدراسة، بل لا يستطيعون مبارحة كندا وإلا فقدوا حق العودة إليها. وأضافت المخرجة على هامش عرض فيلمها الوثائقي ''ضيوف'' أول أمس بالموقار، أن كندا تحمل وجهين متناقضين، فمن جهة تعترف بحركة التحرير الفلسطينية وتحتضن مقرها، ومن جهة أخرى تتعامل مع الفلسطيني كأنه إرهابي يهدد أمنها الوطني وبالأخص بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر .2001 وأكدت تغريد أن ثمانية آلاف فلسطيني مقيمين بكندا، يعيش أغلبيتهم معاناة كبيرة، وهذا في بلد يعتبر من أهم مساندي الكيان الصهيوني. مستطردة أن أوضاع مواطنيها زادت صعوبة بعد عقد اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل سنة .1993 ويحكي فيلم ''الضيوف'' في 46 دقيقة، قصة فلسطينيين لجؤوا إلى كندا بغرض إيجاد حياة كريمة وآمنة فطاردتهم السلطات وأكدت على جحيم حياتهم واعتبرت الكثير منهم إرهابيين يجب مطاردتهم ومنعهم من حق اللجوء السياسي والحصول على الجنسية الكندية. واعتمدت المخرجة في الفيلم، على شهادات بعض اللاجئين الفلسطينيين مثل شهادة ماهر الذي يعيش شبح الرحيل القسري، وكذا شهادة نوال التي لم تر زوجها مدة خمس عشرة سنة بفعل رفض السلطات الكندية منحه التأشيرة، علاوة على شهادة ليلى التي فكرت في الموت بفعل ظروفها الصعبة التي منعتها من زيارة والدها المريض حتى لا تفقد حق العودة إلى كندا، وغيرها من الشهادات في بلد يقال أنه ''ديمقراطي يهتم بحقوق الإنسان''. وتطرقت المخرجة إلى معاناة اللاجئين الفلسطينيينبكندا، خاصة الذين ولدوا خارجها ويريدون العودة إلى موطنهم بكل حرية، حيث سلطت الضوء على حياة الخوف والقلق التي سقط فيها مواطنوها، وفي هذا السياق قالت ليلى التي لم تتحصل بعد أكثر من عشرين سنة من إقامتها بكندا على حق الإقامة: ''أعيش امام جدار في كندا مثل جدار العار بفلسطين، فلا يمكن لي أن أتنقل وان أغادر البلد ونفس الشيء بالنسبة لأطفالي''. وفي نفس السياق قالت نوال: ''لقد حطموا حياتي عندما رفضوا أن يعطوا التأشيرة لزوجي فعشت خمس عشرة سنة بعيدة عنه، بل أن زوجي لم ير أطفاله طيلة هذه المدة، لقد حطموا حياتي فقط لأنني فلسطينية''.وحاولت المخرجة الاتصال بوزير الهجرة، وكذا رئيس الوزراء الكندي، لأخذ انطباعاتهما حول قضية الفلسطينيينبكندا، إلا أنها تلقت الرفض، بيّد أنها تمكنت من أخذ آراء نائبين كنديين حول القضية وفي مقدمتهم النائبة الشهيرة كارولين باريش التي تهتم كثيرا بهذه المسألة وبإصلاح وضع الفلسطينيين بطريقة قانونية. بالمقابل، طالب سفير فلسطينبكندا، السيد أمين أبو حصيرة، بدراسة كندا لقضية اللاجئين بإنسانية. مضيفا أنه تم السنة الفارطة فتح مبنى منظمة التحرير الفلسطينية من طرف الرئيس أبو مازن بكندا، التي تعترف بحق الفلسطينيين في قيام دولتهم المستقلة.من جهتها، أكدت تغريد أن كندا أسوأ من الولاياتالمتحدة في تطرقها إلى القضية الفلسطينية، ففي حين هناك رأيان متناقضان ومتوازنان نوعا ما في أمريكا حول هذه المسألة، نجد رأيا واحدا حول فلسطين في كندا وهو المساند لإسرائيل.