الحوار الاجتماعي في الجزائر يعكس إرادة سياسية على أعلى مستوى أكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد الطيب لوح بالرباط بأن ''الحوار الاجتماعي في الجزائر يعكس ارادة سياسية على أعلى مستوى و يمثل آلية لتكريس التنمية الاقتصادية و الاجتماعية''. و في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية على هامش أشغال المؤتمر الاقليمي الأول حول الحوار الاجتماعي في البلدان العربية الذي افتتح اول امس بالعاصمة المغربية، حيث ترأس الجلسة الأولى حول ''مبادرات استحداث الحوار الاجتماعي في البلدان العربية''، أكد السيد لوح أنه يعد ''قاعدة للتنمية البشرية وتحديا ينبغي رفعه في فترات الأزمة''. وأوضح ''يمكننا بفضل الحوار الاجتماعي التوفيق بين المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية''، مضيفا أنه يعد ''عنصرا أساسيا للحفاظ على السلم الاجتماعي وتوفير مناخ من شأنه تشجيع النمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية''. وأوضح الوزير أن الحوار الاجتماعي في الجزائر يجري على مستوى المؤسسة والمستويين المحلي والوطني وذكر بأنه تم على المستوى الوطني عقد 12 ثنائية (الحكومة-الاتحاد العام للعمال الجزائريين) و13 ثلاثية (حكومة-الاتحاد العام للعمال الجزائريين- أرباب العمل)، سمحت بالتشاور حول المسائل الاجتماعية- الاقتصادية الاستراتيجية لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية والمسائل المتعلقة بالتنمية الوطنية وذلك قصد حماية القدرة الشرائية والشغل ومكافحة البطالة. ولدى تطرقه إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية للوطن، أكد السيد لوح بأن الحوار الاجتماعي سمح للشركاء الاجتماعيين ''بدعم برنامج رئيس الجمهورية 2010 -2014 الذي يتضمن استثمارات بقيمة 286 مليار دولار لعملية إعادة الاعمار الوطني التي بوشرت منذ عشر سنوات واستكمال المشاريع الكبرى في عدة قطاعات قاعدية''. و ردا على سؤال حول العقد الاقتصادي والاجتماعي المبرم بين الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين (أكتوبر 2006)، صرح السيد لوح بأن هذا الأخير يهدف إلى ترقية اقتصاد متنوع وكفيل باستحداث مناصب الشغل والثروات قصد تقليص التبعية ازاء المحروقات. كما ذكر السيد لوح بأنه تم عرض التجربة الجزائرية في مجال الحوار الاجتماعي خلال دورة مجلس إدارة مكتب العمل الدولي التي عقدت في نوفمبر الفارط بجنيف. من جهة اخرى يتضمن برنامج هذا المؤتمر الذي يدوم ثلاثة أيام خمسة جلسات من بينها الجلسة الأولى التي ترأسها السيد لوح حول ''المبادرات العربية الرامية لبعث الحوار الاجتماعي: مثال المغرب والأردن و الجزائر''. وخلال النقاشات التي تلت تقديم هذه التجارب أشاد ممثل الاتحاد الدولي للنقابات العربية السيد رجب معتوق بتجربة الحوار الاجتماعي في الجزائر النابعة - كما قال - من ارادة سياسية حقيقية سمحت بالابقاء على الانسجام الاجتماعي ومواجهة المشاكل بفضل كل الأطراف الفاعلة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. وعلاوة عن السيد لوح يتكون الوفد الجزائري من السادة محمد سعيد نايت عبد العزيز رئيس الكنفدرالية الوطنية لارباب العمل الجزائريين ومحمد مقلتي نائب رئيس الكنفدرالية العامة للمقاولين الجزائريين وبوزيان زكراوي من الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل ومحفوظ مقاتلي ممثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين. ويهدف هذا المؤتمر إلى تعزيز الحريات النقابية و الديمقراطية على مستوى منظمات ارباب العمل والعمال في البلدان العربية، كما يهدف إلى ترقية و مأسسة وتنظيم هذا الحوار ليستمد قوته من التشريعات الوطنية ومقاييس العمل العربية والدولية. وخلال هذه المنتدى سيطلع المشاركون على تجارب البلدان العربية والأجنبية، لا سيما اسبانيا والبرازيل و جنوب افريقيا وسيتابعون عروضا حول التجارب الدولية الرائدة في مجال الحوار الاجتماعي، لا سيما خلال هذه الفترة من الأزمة الاقتصادية الدولية. ويندرج هذا المؤتمر الذي ينظم من قبل منظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية في إطار تواصل المنتدى العربي للشغل الذي عقد في أكتوبر 2009 ببيروت وتطبيق اللائحة التي أصدرتها لجنة المتابعة التقنية المنبثقة عن المنتدى الذي عقد في ماي 2010 بالقاهرة. وتمت الإشارة إلى أن المنتدى العربي للشغل الذي تمت المبادرة به لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية الدولية صادق على الرزنامة العربية للشغل من خلال تحديد الأولويات، لا سيما في مجالات الشغل اللائق والتنمية المستدامة ونظام الحماية الاجتماعية وحماية السكان واحترام مقاييس العمل.