يتساءل سكان حي الأوراس على مستوى بلدية الرغاية حول مصير دار الشباب الواقعة بحيهم والتي تم إغلاقها منذ أكثر من 3 سنوات نتيجة عدم خضوعها للترميم بعد زلزال ماي ,2003 حيث تآكلت جدرانها الداخلية والخارجية بشكل كبير بالموازاة مع إقفال أبوابها أمام منخرطيها طيلة هذه الفترة، وهو ما يجعلها حاليا هيكلا بلا روح في ظل عدم الاستفادة من خدماتها، في حين يبقى مصيرها مجهولا إذا ما كان الأمر يتعلق بإعادة تشييدها مستقبلا أو بتحويلها إلى موقع آخر بالمنطقة. وتعد دار الشباب لحي الأوراس الوحيدة على مستوى المنطقة الجنوبية للرغاية، والتي تضم أكثر من 20 ألف نسمة بكل من أحياء عيسات مصطفى المحطة، وحي الأوراس المعروف لدى الجميع باسم ليزيريس، حيث ساهمت هذه الدار بشكل كبير في تأطير شباب وأطفال المنطقة بفضل الأنشطة المتنوعة التي كانت تستقطب الجميع علميا وتربويا وثقافيا، وهو ما استحسنه العديد من الأولياء الذين أكدوا لنا على الدور الفعال الذي لعبته دار الشباب في توعية وتوجيه منخرطيها بعيدا عن مخاطر الآفات الاجتماعية، بل وحتى استعادة بعض المنحرفين والمدمنين من الشباب إلى جادة الصواب، وهذا من خلال استدراجهم إلى العديد من الأنشطة التي كانت تحييها الدار آنذاك وحتى بعد زلزال ماي 2003 الذي قلص من حجم نشاط الدار تدريجيا أمام تصدع الجدران والسقف، حيث استمر الحال الى غاية سنة 2007 أين أغلقت أبوابها بشكل نهائي نتيجة لتدهور وضعيتها التي حالت دون مواصلة الأنشطة أمام عدم إخضاعها لأي ترميم كلي أو جزئي لأسباب تبقى مجهولة لحد الآن. وما يزيد في حيرة سكان حي ليزيريس هو عدم استفادة دار الشباب من أي مشروع لإعادة الاعتبار لهذا المرفق الشباني، خاصة وأن موقعه بمحاذاة ابتدائية ابن باديس التي خضعت بدورها لعملية إعادة بناء بالكامل بعد زلزال ماي 2003 والتي تم استلامها خلال الدخول المدرسي المنصرم، يجعل من إعادة تشييدها أمرا لابد منه بحسب الشكوى المقدمة من طرف ممثلين عن الحي في لقائهم مع ''المساء''، حيث أكد هؤلاء على أهمية موقع الدار بوسط الحي وعلى مقربة من حي المحطة وعيسات مصطفى، مطالبين في نفس الوقت بتدخل الجهات الوصية ممثلة في مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر لإحياء نشاط دار الشباب لحي الأوراس سواء بترميمها أو إعادة بنائها بالكامل، المهم باعتقادهم عدم إبقائها على حالها، خاصة وأن الحي يعرف طفرة نوعية في مجال التهيئة الخارجية بعد استفادته من دعم السلطات المحلية لبلدية الرغاية لإنجاز الأرصفة وغرس الأشجار بمحيط الحي، علاوة على إصلاح بعض الطرقات، وهو ما أعطى صبغة جمالية من الناحية العمرانية والبيئية التي تبقى وضعية دار الشباب تشوبها إلى إشعار آخر. كما أن إدراج مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر لمشاريع قطاعية بحي عيسات مصطفى بالرغاية، تشمل إنجاز قاعة متعددة الرياضات ودارا للشباب عبر تخصيص أرضية لا تبعد عن دار الشباب لحي الأوراس سوى بمئات الأمتار يزيد الوضعية تعقيدا.