تعكف جمعية ''حسن الحسني'' للثقافة والفنون لسدراتة بولاية سوق أهراس، على وضع اللمسات الأخيرة لأوبيرات جديدة بعنوان ''تلمسان.. أيتها اللؤلؤة'' وذلك مساهمة منها في فعاليات ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية ل''2011 حسب رئيس الجمعية. واستنادا لرئيس الجمعية ومؤلّف هذا العمل الفني، السيد فؤاد روايسية، فإنّ هذه الأوبيرات تحكي عن تاريخ تلمسان الضارب في أعماق الزمن بدءا من صمود الإنسان على أرضها إلى أن أصبحت قبلة للحضارات المتعاقبة على أرضها والدول التي تأسّست بها كدولة الموحدين والدولة الإدريسية والفاطمية والمرابطين، مرورا بدولة بني عبد الوادي وصولا إلى نشأة الدولة الزيانية. واعتبر المؤلف في بعض مقاطع أغاني هذه الأوبيرات أنّ تلمسان ''مولد للشرفاء ومهد العزّ والفخر والضياء'' ووصفها بالحسناء والجمال في كلّ الأرجاء.. داعيا زائر تلمسان إلى أن ''يبدأ يومه مبكرا حتى يرى الجمال في كلّ الأرجاء ويقطف من رياض البساتين زهرا ويجلس في حلقات الفقه مع العلماء''. وأوضح السيد روايسية، أنّ هذا العمل الفني الجديد مليء بالأغاني والرقصات التعبيرية والجمالية التي تصوّر وبإحكام المراحل التي تعاقبت على منطقة تلمسان، من خلال شخصيات مسرحية ممثّلة في ''تلمسان'' التي تحكي عن نفسها في هذه الأوبيرات، لتقول ''أنا تلمسان.. نلم ونجمع.. ونحب الناس.. ما نفرق.. ونقول كلمة الحق''، فضلا عن شخصيات مسرحية أخرى ممثلة في ساكن وساكنة من تلمسان يطرحان أسئلة عليها لتجاوب تلمسان عن نفسها. ووظّف المؤلّف في هذه الأوبيرات شخصية الراوي وخوّل له التغني بالشعر الشعبي.. واصفا تلمسان بالحكاية والأساطير دون نسيان بعض المواقع الأثرية بها، على غرار كهف بودغن وهضبة لالا سيتي والمنصورة وباب وهران وباب لخميس. ولم يغفل الفنان روايسية إدراج بعض أبطال تلمسان ضمن لوحات هذه الأوبيرات مثل الأمير عبد القادر وبوحميدي الولهاصي (1832-1847) وأثناء الثورة أحمد الوهراني وسي بودغن وسي الغوتي، وسيقوم مؤلّف هذا العمل الفني باختيار عديد المواهب الشابة بولاية سوق أهراس لإعطائها فرصة التألّق والظهور من خلال هذا العمل الإبداعي من ممثلين ومطربين وسينوغرافيين، حسب ما أضافه نفس المصدر. مشيرا إلى أنّ مشاركة الجمعية بهذا العمل سيكون إضافة في إثراء وتنويع الأعمال الفنية الخاصة بفعاليات ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام ''2011 وهو ما يبرز ''الامتداد التاريخي والهوية الواحدة بين سوق أهراسوتلمسان''. ويأتي هذا العمل الفني الجديد بعد النجاح ''الكبير'' الذي حقّقته أوبيرات ''ذاكرة لا تنسى'' لنفس الجمعية التي ألّفها وأخرجها للمسرح الفنان فؤاد روايسية وللتلفزيون المخرج علي عيساوي، وهي نص مسرحي يروي كرونولوجيا أحداث ثورة التحرير بمدينة سدراتة والقاعدة الشرقية ككل والتي كانت آنذاك تابعة لأوراس النمامشة بالولاية الأولى التاريخية. وتبرز مشاهد هذا العمل الفني - الثقافي الذي تم بثه 10 مرات تقريبا عبر كل قنوات التلفزيون الجزائري، كذلك، صورا رسمتها أسماء من المنطقة، منها الشهيد باجي مختار والراحل السعيد عبيد وصالح السوفي، وعديد الهجومات التي خطّط لها أفراد جيش التحرير الوطني في منطقة وادي النيل التابعة لبلدية عين الزوابي، وجبال المايدة بسدراتة وجبال الحمري بسوق أهراس. وكشف السيد روايسية بأنه سيتم ''قريبا'' الشروع في تصوير عمل فني آخر بعنوان ''الصراع الأزلي'' الذي يروي أحداث شاب ''متشائم نوعا ما'' من صعوبات الحياة وفتاة ''كلّها أمل وتفاؤل'' للعيش والتمتّع بجمال الحياة ليقعا في جدال وحوار، ليتم في الأخير إبراز الصراع بين الخير والشر في ذات النفس البشرية، وهي المسرحية التي تعتبر - كما أضاف مؤلفها - بمثابة دعوة للقراءة ومرافقة الكتاب.