تمكّنت السينما العراقية من نقل صورة قريبة للمجتمع العراقي بكل أطيافه العرقية، بالرغم من المآسي التي يعيشها هذا البلد، والتي غالبا ما تكون ممزوجة بين الألم والأمل في وقت واحد، كما اعتادت السينما العراقية أن تكون في الموعد مع المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، حيث التقت ''المساء'' مع المخرج العراقي عدي رشيد عثمان، الذي حضر ليعرض فيلمه الطويل ''كارانتينا''، الذي يدخل ضمن المنافسة الرسمية للأفلام السينمائية الطويلة، ولعلّ خصوصية المخرج كونه ليس أكاديميا في دراسته للإخراج السينمائي، بل الصدفة هي التي لعبت دورها الإيجابي ليلج هذا المجال. - من الأفلام القصيرة والتجريبية إلى الأفلام الطويلة كيف كان هذا الإنتقال؟ * في الحقيقة، كانت بدايتي مع كتابة السيناريو وإخراج الأشرطة والأفلام القصيرة التجريبية، بعدها انتقلت إلى إخراج الأفلام الطويلة وكان فيلم ''ما وراء الإنفجار'' سنة ,2003 أوّل تجربة لي ونال عدّة جوائز أهمّها جائزة أحسن فيلم بمدينة سنغافورة، كما توّج سنة 2005 بمدينة روتردام وفيلم ''كارانتينا'' هو ثاني تجربة لي. - كيف تقيّم مشاركتك في هذه الطبعة من المهرجان؟ * مشاركتي خلال هذه الطبعة مختلفة مقارنة بالدورات الثلاث السابقة، وتحديدا خلال الدورة الأولى التي شاركت فيها كممثل في فيلم ''غير صالح للعرض''، الذي تحصّل على جائزة أحسن سيناريو، ففي هذه الدورة أشارك كمخرج لفيلم روائي طويل ''كارنتينا''، الذي يندرج ضمن المنافسة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة للمهرجان. - هل كانت لك مشاركات أخرى؟ * شاركت مؤخّرا في افتتاح مهرجان أبوظبي ضمن مسابقة ''آفاق جديدة''، بالإضافة إلى مشاركتي بمهرجان القاهرة لهذا العام ومعظم المهرجانات العالمية باستثناء مهرجان ''كان''. - كيف تنظر للسينما العربية من زاويتك كمخرج؟ * جلّ الأعمال السينمائية العربية رائعة من حيث الإنتاج، ولكنّها تعاني من سوء إدارة الأموال المخصّصة لهذه الأعمال. ما لدينا هي سينما تجارية وليست عربية بالمفهوم الصحيح. - كمخرج عراقي، كيف ترى واقع السينما العراقية قبل وبعد الإحتلال؟ * عكس ما يعتقده الجميع، لا يوجد سينما عراقية لا قبل ولا بعد الإحتلال، فقد غيّبها الدعم وانعدام تشجيع القطاع السينمائي، باعتبار أنّ السينما العراقية صنعها شباب بمجهوداتهم الخاصة، فقط لأّنهم يحملون عشقا لعالم السينما. - غالبا ما تخيّم ظروف الحرب والعنف الجاري في العراق على أعمال المخرجين العراقيين، فلم كلّ هذه السوداوية في الطرح؟ * الإحتلال بكلّ مآسيه هو واقع لا نستطيع أن نغمض أعيننا عنه، لكنّني حاولت في أعمالي أن يكون حاضرا. - وعن ماذا يحكي فيلم ''كارانتينا''؟ * إنّه يتطرّق إلى مسألة أصبحنا نعرفها ونعيشها ونتعايش معها بسبب ظروف الإحتلال والتواجد الأمريكي على أرضنا، ويروي قصة قاتل مأجور ومرتزق باع ضميره، يعيش داخل عمارة مهجورة ببغداد رفقة عائلة مهجّرة ويعمل على متابعة الأحداث الجارية من حوله، ويطلب منه تصفية أستاذ جسديا، ولكن هذا القاتل الذي اعتاد على رائحة الدم والقتل يتحوّل إلى آلة قتل حتى دون طلب، مما يؤدي إلى غضب من يطلبون خدماته. - ماذا تعرف عن السينما الجزائرية؟ * معرفتي بالسينما الجزائرية تنحصر في أعمال المخرج لخضر حمينة فقط مع الأسف. - ولم هذه القطيعة السينمائية في العالم العربي؟ * التوزيع عبر الأقطار العربية هو السبب الذي جعلنا كمخرجين لا نتواصل فيما بيننا، فنحن لا نلتقي سوى في المهرجانات الرسمية وبعدها تنطفئ الأضواء من حولنا، ولا يدري أحد منا عن إنتاج البلد الآخر. - كيف تنظرون لمستقبل السينما العراقية مع الظروف الراهنة التي تعيشها؟ * نحن كمخرجين نعمل من أجل السينما العراقية، لكنّنا نحتاج إلى التمويل وإلى حكومة تحترم السينما وتدعمها قبل كل شيء. - وكيف وجدت مدينة وهران التي تحتضن المهرجان؟ * وهران مدينة جميلة جدا وتجتذب الصورة إليها، فشكرا على حفاوة الإستقبال والإستضافة.