تزامنا وعطلة الشتاء تبرمج العديد من الجمعيات نشاطاتها حتى تتكيف واحتياجات الأطفال، خاصة خلال العطل، وهدفها من وراء ذلك هو تجديد طاقة الطفل وإخراجه من الدائرة التربوية وإعطاؤه نفسا جديدا حتى يعود إلى مقاعد الدراسة بنفس جديد مفعم بالحيوية والنشاط، ومن بين هذه الجمعيات التي تولي اهتماما كبيرا بكل ما يخص الطفل جمعية ''رؤية الشباب'' التي خصت الطفل ببرنامج ترفيهي غني ومتنوع خلال العطلة الشتوية الجارية. في حديث الآنسة صوريا رئيسة جمعية رؤية الشباب مع ''المساء'' قالت ''ارتأت جمعية رؤية الشباب وتحت رعاية رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بولوغين تسطير برنامج ترفيهي متنوع موجه بالدرجة الأولى للأطفال، يمتد طيلة أيام العطلة الشتوية، بغرض تثقيف الأطفال بأساليب مرنة من خلال ما يتم اختياره من عروض فكاهية وألعاب بهلوانية وسحرية''. وعن أهمية البرامج الترفيهية الموجهة للأطفال خلال العطل، قالت المتحدثة ''إن الترفيه في الطفولة يعتبر وسيطا تربويا هاما يعمل على تكوين الطفل في هذه المرحلة الحساسة من عمره، لأن الترفيه بمفهومه التثقيفي لا يقتصر على ترك الطفل لفترات طويلة يقضيها في اللعب خارج المنزل كنوع من إخراج طاقة زائدة فحسب، بل تساهم هذه الأنشطة بصورة كبيرة في التكوين النفسي للطفل، وتمكنه من اكتساب مهارات تساعده على النجاح في حياته المدرسية، كما تسهم في اكتشاف مواهبه وما يختلج بداخله من مهارات. من جهة أخرى تعتبر رئيسة جمعية رؤية الشباب أن الأنشطة الترفيهية تمكن الطفل من إشباع حاجاته عن طريق الترفيه، كما تتفتح أمام الطفل أبعاد العلاقات الاجتماعية القائمة بين الناس، ويدرك أن الإسهام في أي نشاط يتطلب من الشخص معرفة حقوقه وواجباته، وهذا ما يعكسه نشاط الترفيه، إذ يتعلم الطفل عن طريق الترفيه الجماعي الضبط الذاتي، والتنظيم تماشياً ومتطلبات الجماعة، والتنسيق لسلوكه. كما أن الترفيه يعتبر مدخلا أساسيا لنمو الطفل عقلياً ومعرفياً واجتماعيا، فباللعب والترفيه يبدأ الطفل في معرفة الأشياء وتصنيفها ويتعلم مفاهيمها، ومن هنا يؤدي نشاط اللعب والترفيه دوراً كبيراً في النمو الفكري له وتكوين مهاراته. ولأن البرامج التربوية باتت مكتظة وكثيفة خاصة خلال الفصل الأول من الدراسة الذي يعرف عنه أنه من أطول الفصول التي يبذل فيها الطفل الكثير من النشاط والمثابرة من أجل النجاح فإنه يستحق - تقول ذات المتحدثة - قسطا من الراحة في العطلة الشتوية، وهذا لتجديد الأفكار من خلال ما نختاره من برامج تجيب عن احتياجاته وتشبع رغباته حتى يستمتعوا بها جميعا، ولعل من بين أهم البرامج الترفيهية التي يحبها الأطفال، العروض البهلوانية التي تحمل دائما في طياتها رسائل تربوية وتثقيفية في طابع فكاهي، إلى جانب الألعاب السحرية، ودون أن ننسى - تقول - الرسومات الكرتونية في أجواء سينمائية، حيث يخرج الأطفال من منازلهم ويتابعون الرسوم الكرتونية بمسرح الأطفال حتى يشعروا بالتغير، إلى جانب مجموعة من العروض الفكاهية''. ولكي يتسنى لجميع الأطفال - تضيف ذات المتحدثة - التمتع بما نقدمه من برامج، ارتأينا أن يكون الدخول مجانيا لكل الأطفال طيلة العطلة ولمدة خمسة عشر يوما كاملة، وهذا في سبيل إشباعهم ثقافيا، كيف لا وهم يعتبرون ركيزة المستقبل الذي يحتاج إلى شباب مثقف وواع عملا بالمقولة الشهيرة التي تقول ''تعتبر قيمة الشعوب في قيمة ثقافاتهم''. من جهة أخرى نوهت رئيسة جمعية رؤية الشباب إلى أن البرنامج الذي سطرته لترفيه الأطفال وإبهاجهم خلال العطلة جاء بتظافر جهود كل من مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر وبالتعاون مع المركز الثقافي لبلدية بولوغين اللذين لبيا الدعوة خاصة وأن الأمر يتعلق بالجمهور الصغير وهم ''الأطفال''. وعن أهداف البرنامج الترفيهي التربوي الذي سطرته جمعية رؤية الشباب حدثتنا الآنسة صوريا قائلة ''رغبنا من خلال البرنامج الترفيهي الذي يمتد طيلة العطلة الشتوية تحقيق مجموعة من الأهداف المهمة والمتمثلة في تجديد طاقة الأطفال. فالأكيد أن الأطفال بعد انقضاء العطلة مآلهم الرجوع إلى مقاعد الدراسة، فعلى الأقل يعودون بمعنويات عالية، والعمل على تنمية روح المشاركة وروح العمل الجماعي، إلى جانب إخراج الأطفال من دائرة الروتين الممل من خلال برمجة عروض تربوية لتنمية ذكاء الأطفال وملكاتهم العقلية، ناهيك عن تمكين الأطفال من بلوغ درجة الترفيه والتسلية والاستمتاع بكل ما يتم عرضه. ولعل من أهم الأهداف الهامة أيضا تعويد الأطفال على ثقافة المسرح بجعلهم يتنقلون طيلة أيام العطلة إلى مسرح الطفل لمشاهدة مختلف العروض المسرحية والبهلوانية التي برمجت لإيصال رسائل تربوية وأخلاقية بطريقة هزلية ناهيك عن تمكين الأطفال من التعبير عما يختلج بداخلهم بحرية ومرونة.