ذكرت جمعية "شيرهند" المختصة في تثمين التراث الثقافي المتوسطي أوّل أمس السبت بمناسبة انعقاد ملتقى حول الموسيقى العربية الأندلسية قريبا بباريس بأنّ "ذاكرة شعوب ضفتي حوض المتوسط تحافظ على جزء كبير من التراث الثقافي الذي نبع من الأندلس ابتداء من القرن التاسع"· وبالتنسيق مع مركز الأبحاث حول العالم الايبيري الحديث بالجامعة الفرنسية السوربون ستنظم جمعية "شيرهند" يوم 14 مارس بباريس ملتقى يهدف إلى "التعريف بتراث الموسيقى العربية الأندلسية"، وسيسمح هذا الموعد الثقافي ب"تقديم الأساتذة الذين لعبوا دور الوسيط بالنسبة للتراث الموسيقي الأندلسي" من بينهم أستاذ الحوزي القدير الحاج محمد الغافور الذي سيؤدي خلال هذه التظاهرة قصائد من التراث الحوزي· وذكرت الجمعية انه مع ما قدمته الحضارة العربية الأندلسية لشبه الجزيرة الايبرية ابتداء من عام 711 سمحت هذه المنطقة التي تتميز بامتزاج العديد من الحضارات ببروز فن موسيقي عرف تطورا هاما خلال أكثر من 8 قرون سواء في الأندلس أو في المغرب العربي"، وواصلت أنّ هذا الفن لا يزال حيا بفضل الاهتمام الذي يوليه له السكان الأصليون وأدّى إلى ظهور الفلامينكو" تاركا "بصمات راسخة في أنواع الموسيقى الفولكلورية المختلفة"· ولاحظت الجمعية أنّ "المغرب العربي أصبح المدافع الوحيد على هذا النوع الموسيقي، وقد لعبت الطرق الصوفية دورا حاسما في المحافظة على الأغاني العربية الأندلسية" مشيرة إلى أنّ "الموسيقى الكلاسيكية العربية الأندلسية حاضرة في الجزائر عبر ثلاث مدارس هامة: الغرناطي (تلمسان) نسبة لغرناطة والصنعة (العاصمة) نسبة لقرطبة والمالوف (قسنطينة) نسبة لاشبيليا"· وأوضحت الجمعية أنّ "كل واحدة منها تؤدي هذه الموسيقى مع بعض الفروق مضيفة أنّ في المدارس الثلاثة يمثل هذا الأداء بالنوبة التي توافق تأليفا موسيقيا وصوتيا يتم وفقا لنظام محدد وقواعد إيقاعية ونمطية محددة وكل نوبة مبنية على نمط دقيق تستمد اسمها منه"· ومن جهة أخرى أشارت جمعية "شيرهند" أن تكريم الموسيقى العربية-الأندلسية "سيبرز التفاعلات الموجودة بين الثقافات العلمية والثقافات الشعبية، و بعد التكريم الذي سيحظى به الشيخ محمد الغافور تتوقع جمعية "شيرهند" تنظيم عن قريب حفل فني مع الشيخ الفرقاني عميد أغنية المالوف القسنطينية· (واج )