استطاع أن يجد لنفسه مكانا كبيرا في الساحة الفنية الجزائرية، وحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على الأغنية الشاوية وترقيتها، إنه المطرب الشاوي حسان دادي الذي سيطلق ألبوم الضاوية.. ''المساء'' التقته ونقلت لكم هذا الحوار... ''المساء'': ما هو جديدك؟ حسان دادي: سيصدر لي قريبا ألبوم يحمل عنوان ''الضاوية''، وأقصد به الجزائر الغالية، الألبوم متكون من 12 أغنية من كلمات شاعر باتنة عيسى ابراهيمي، وألحان مشتركة بيني وبينه، كما استعنت باقتباسات لبعض الألحان التراثية. - هل يوجد بالألبوم ديو؟ -- بالفعل، يوجد ضمن الألبوم ديو مع أسماء جرمون التي تغني لأول مرة باللهجة الشاوية، وللإشارة فإن هذا الديو الأول من نوعه بعد رحيل الغالي كاتشو الذي سبق لي تأدية ديو معه، الى جانب ديو آخر مع مطرب قبائلي في أغنية ''أحنا خاوا''. - على ذكر المرحوم كاتشو، كيف ترى حال الأغنية الشاوية؟ -- لا يخفى على الجميع أنني والمرحوم كاتشو كنا متفاهمين على أن يؤدي هو الطابع الشاوي بالعربية، وأنا أوؤدي هذا النوع الغنائي بالشاوية الأصيلة، وقد سبق لي وأن قلت أن الفن الشاوي يدور في حلقة مفرغة، لأننا في الثمانينيات كنا نجري عمليات بحث وتنقيب مكثف في التراث للكلمات والألحان، أما حاليا فقد أصبح الكثير من المغنين الشباب يصدرون ألبومات تعتمد على الريتم الخفيف، دون مراعاة مستوى الكلمات التي لست راضيا عنها أبدا لأنها تسيء الى الفن الشاوي وتعمل على إدراجه في آخر القائمة، وما زاد الطين بلة هو التقليد الذي انتقلت عدواه بين الشباب حيث أصبح كل عمل نسخة طبق الأصل للآخر. - ألا ترى أن هؤلاء ضحايا الفخ الذي نصبه المنتجون للمغنين؟ -- أنا واحد من الفنانين الذين عرضت علي مثل هذه العروض، وقد حاول البعض استغلالي، ولكني رفضت بقوة، فاخترت الطريق الطويل الشاق على أن أسيء الى الفن، فالقضية قضية مبدأ وقناعة شخصية والابتعاد عن فكرة الفن تجارة. - ثلاثة عقود من الزمن هي عمر مشوارك، ما سر تألقك ودوام نجاحك؟ -- لأنني أقدم مستوى الكلمات واللحن على كل شيء، فلا أصدر ألبوما إلاّ بعد نقد وبحث في التراث لأنه مرجعي الأول والأخير، فألبوم الضاوية مثلا أعدت تسجيله لفترة تزيد عن السنة ونصف ومازلت مترددا وأجري اصلاحات عليه، علما أنني أتعامل مع استوديوهات تسجيل مثالية تقدر العطاء الفني. - إذا ما هي نصيحتك للجيل الجديد؟ -- أقول الرجوع إلى الأصل فضيلة، فلا مانع أن يعصرن المغني في الأغنية الشاوية وعلى رأسها الموال الذي تخلى عنه الكثيرون للأسف، وأود هنا التطرق الى نقطة تأدية الموال الشاوي على الطريقة اللبنانية أو الخليجية، صراحة هذا عيب كبير وانحراف وتبديل لثقافتنا. - وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟ -- أنا بصدد تحضير أوبيرات للمرحوم الفنان الكبير عيسى الجرموني تخليدا لروحه، وهي عبارة عن مسرحية غنائية من تأليف العربي بولبينة، أما الأداء الرئيس فسيكون لكبير الأغنية الشاوية أبو زاهر عبد الحميد، فيما نقوم نحن الشباب أنا ونصر الدين حرة والكثيرون بأداء الأصوات الثانوية. - لماذا اخترت بوزاهر؟ -- لأن عبد الحميد بوزاهر يؤدي دور عيسى الجرموني أحسن مني ومن غيري من الشباب، فهو يمتاز بإلقاء مماثل لعيسى وبلهجة تحمل الكثير من التراث وعبق الأصالة، وقد سلمت هذا المشروع لوزارة الثقافة وأنا في انتظار الموافقة للانطلاق في أقرب وقت فيه، ولدي مشروع آخر بعنوان ''فسحة في بلادي'' يدور موضوعها حول التغني بمعالم تراثنا عبر كامل التراب الوطني، بحيث يقوم كل فنان بتمثيل منطقته وهو من كلماتي وألحاني وفكرتي الخاصة أيضا.