تميزت شوارع العاصمة صباح أمس، بتأخر العديد من المحلات في فتح أبوابها، في الوقت الذي فضل السكان نقل سياراتهم إلى الحظائر المحروسة ليلا خوفا من تعرضها للتخريب، ما جعل الأرصفة خالية تماما من الحركة، لتعود الحركة العادية بعد منتصف النهار. من جهتها شهدت محطات الوقود طوابير طويلة من السيارات بعد توقف عملية تموين خزاناتها خلال الأيام الأخيرة بقرار من مؤسسة نفطال خوفا من تعرض شاحنات الوقود إلى الاعتداء. وقد سجل هدوء حذر عبر العديد من البلديات التي شهدت خلال ال48 ساعة الأخيرة موجة من الاعتداءات والتخريب مست ممتلكات عمومية وخاصة، حيث فضل التجار تأخير فتح المحلات تحسبا لأي طارئ قد يحدث في أية لحظة وهو ما أكده لنا الشاب ''ياسين'' صاحب محل لبيع الأحذية وسط العاصمة الذي أكد أن أعمال التخريب الأخيرة كانت مفتعلة وهدفها المساس باستقرار البلاد، فلا يعقل أن ينتفض شاب دون 18 سنة ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وهو الذي لا يدخل حتى للسوق، وعليه يجب وضع حد لمثل هذه التجاوزات وحث الشباب على عدم الانصياع للراغبين في زعزعة استقرار البلاد. وعن سبب تأخر فتح محله أشار المتحدث إلى أن تخوفه لا يزال قائما وعليه قرر انتظار زملائه في المهنة لمزاولة نشاطهم بشكل عادي في مثل هذا اليوم الذي تكثر به الحركة غالبا لتزامنه مع عطلة نهاية الأسبوع. أما ''كمال'' صاحب قاعة شاي وسط ساحة البريد المركزي فقد فضل مزاولة نشاطه بشكل عادي على غرار باقي التجار الذي نصبوا طاولاتهم بشكل عادي خارج المحلات، مشيرا إلى أن تردد الزبائن على المحل بشكل عادي شجعه على فتح محله، غير أن الحديث الذي يتجاذبه زوار المحل لا يخلوا من الاستنكار لما يحدث بعدد من أحياء وبلديات العاصمة، وهو ما أكده لنا أحد المواطنين القاطن ببلدية باش جراح والذي تحدث بفخر عن وقفة سكان حيه ليلة أول أمس، أمام محاولة بعض الشباب الذي قدم من البلديات المجاورة بغرض تخريب مكتب بريدي وسط الحي، مشيرا إلى أن أعمال التخريب التي مست العديد من محلات البلدية والمكتب البريدي مدبرها شبكات إجرامية هدفها الوحيد السطو على ممتلكات الدولة وحتى الخواص. من جهته، انتفض مواطن آخر من بلدية براقي بخصوص الاعتداءات التي تعرضت لها العديد من المؤسسات الصناعية عبر إقليم بلديته، وهو ما سيترك العديد من أرباب العائلات بدون عمل، بالإضافة إلى تخوف المتعاملين الأجانب من الاستثمار هنا بالجزائر وفتح مناصب شغل، وعليه دعا المتحدث إلى ضرورة الدعوة إلى التعقل والتدخل العاجل لوضع حد لهذه الشبكات الإجرامية التي استغلت الموقف لصالحها، في حين ربط الحاج أحمد أعمال التخريب مع المداهمات الأخيرة لمختلف مصالح الأمن عبر تراب الولاية، مما أدى إلى تضييق الخناق على المجرمين، الأمر الذي دفعهم إلى اختلاق هذه الأزمة لأغراض شخصية. ولدى تقربنا من إحدى السيدات التي تبين أنها خرجت لاقتناء بعض المستلزمات الضرورية، أكدت لنا أن أحداث الشغب الأخيرة تعود بالدرجة الأولى إلى غياب الحس الوطني ومسؤولية الوالدين فهل يعقل أن تترك الأم ابنها صاحب ال13 سنة في ساعة متأخرة من الليل خارج المنزل دون اكتراث؟، وهنا استدلت المتحدثة بحالة جارتها التي كانت تظن أن ابنها القاصر عند أحد الأصدقاء قبل أن يتصل بها من مقر الأمن بعد توقيفه في حالة تلبس بالتخريب والسرقة. وخوفا من تفاقم الأوضاع قررت مؤسسة نفطال تأخير عمليات تزويد محطات الوقود بالبنزين، مما خلف طوابير لا متناهية منذ صباح أمس أمام عدد من محطات الوقود التي تمكنت من تموين خزاناتها ليلة أول أمس، وفي ذات الإطار أكد لنا أحد عمال محطة الوقود بأعالي العاصمة أن قرب المحطة من نقطة مراقبة مرورية لأعوان الأمن ساهم بشكل كبير في قرار فتحها أمام الزبائن بعد أن غلقت أبوابها نهاية الأسبوع خوفا من تعرضها للتخريب أو استغلال البنزين في أعمال الشغب، وحسب ذات المصدر فإن الضغط الذي تعرفه محطته يعود بالدرجة الأولى إلى تأخر عملية التموين من جهة وتخوف العديد من أصحاب المحطات من تجاوزات قد تحدث في أي لحظة من جهة أخرى.