خيّم هدوء حذر على شوارع العاصمة، عقب ليلة من الاحتجاجات الغاضبة والعنيفة التي شهدتها معظم أحياء العاصمة وطالت جل المرافق العمومية· وقد استأنف سكان العاصمة حياتهم في أجواء من الحذر والخوف، لعل أهم ما ميزها تراجع وتيرة الحركة وبطئها، إلى جانب ندرة بعض المواد الغذائية الأساسية، وفي مقدمتها الحليب والخبز تماما كما سجلنا غياب شبه تام لوسائل النقل الحضرية· الحياة كانت شبه متوقفة في أكبر أحياء العاصمة على غرار ''ديدوش مراد''، بالرغم من حركة المواطنين، إلا أن العديد من المحلات، خاصة تلك المتخصصة في بيع المجوهرات والماركات العالمية، فضلت عدم عرض خدماتها وحتى تلك المفتوحة منها كانت واجهاتها خالية من أية سلعة، خوفا من إعادة اندلاع شرارة الغضب والعنف، في حين وجد المواطن نفسه يواجه أزمة حادة في الحليب والخبز بسبب عدم تزود المحلات بهذه البضائع، الأمر الذي أثار استياء العديد من المواطنين الذين اصطفوا في طوابير طويلة أمام أبواب بعض المخابز المنتشرة في شارع ديدوش مراد، من أجل شراء الخبز· في هذا السياق، أكد عثمان ل ''الجزائر نيوز'' أن ''الوضع الحالي أصبح يفوق طاقة احتمال الشعب، فندرة الخبز من شأنها أن تزيد من شرارة العنف، لابد للدولة من التدخل من أجل توفير الأمن والأمان وعودة الحياة إلى طبيعتها''· وعلقت سيدة كانت بذات الطابور من أجل الحصول على الخبز بقولها ''إن المواطن أصبح مغلوبا على أمره، كل ما يقع من أحداث تكون نتيجتها كارثية على المواطن''· هذا، وتوقفت عديد من محطات البنزين التي استنفذت مخزونها من الوقود، بعد أن توقف تزويدها منذ يوم الأربعاء تاريخ اندلاع الاحتجاجات وأحداث الشغب· كما أفرزت أعمال العنف والتخريب استياء وغضب شديدين بين المسافرين الذين وجدوا صعوبة كبيرة في التنقل إلى العاصمة على غرار محطة 2 ماي ''تافورة'' التي كانت أمس شبه خالية بسبب قلة الحافلات، إذ اضطر أغلب أصحاب الحافلات إلى التوقف عن العمل، مخافة تعرضهم إلى الرشق أو الحرق، شأنها شأن القطارات التي توقفت هي الأخرى عن نقل المسافرين بناء على قرار من الإدارة العامة للشركة الجزائرية للسكك الحديدية حتى لا تكون عرضة لأعمال العنف والتخريب· وقد أثار هذا الشلل المفاجئ لحركة النقل غضب العديد من المسافرين الذين أعربوا عن أسفهم لهذا التوقف، متسائلين في الوقت ذاته إن كان هذا الوضع سيستمر إلى نهار اليوم، مما سيدفعهم إلى مقاطعة بدورهم أعمالهم· وفي ذات السياق، قال العديد من أصحاب حافلات النقل الحضري ل ''الجزائر نيوز'' إنهم معذورون وعلى المواطن تفهم أوضاعهم مادام الاستئناف الفعلي لنشاطهم يعرّض حياتهم وحتى مركباتهم للخطر·