أدّت حوادث الشغب التي اندلعت منذ ثلاثة ليالي متتالية في عدد من مناطق الوطن إلى زرع الكثير من المخاوف في أنفس المواطنين من استمرار الوضع أن تشهد البلاد أزمة حقيقية وندرة المواد الغذائية، الأمر الذي أدّى بالمواطنين إلى التوجّه إلى الأسواق منذ الصباح الباكر لاقتناء كمّيات كبيرة من الخضر والحبوب كمؤونة، كما انطلقت العائلات الجزائرية في رحلة بحث عن الحليب الذي نفّد في الساعات الأولى من الصباح والخبز بعد أن أوصدت المخابز أبوابها خوفا من أن تتعرّض هي الأخرى للنّهب والسرقة· كما أوصدت مختلف المراكز التجارية الكبرى بالعاصمة أبوابها، على غرار المركز التجاري فلاكسي بعين النّعجة، أينو بحي فاريدي بالقبّة وأوبرا بحسين داي، والذي قصدها الجزائريون لاقتناء المواد الغذائية وتخزينها في المنازل كمؤونة في انتظار أن تتدخّل الحكومة الجزائرية لإيجاد حلّ سريع لموجة الغضب هذه· محطّات توزيع الوقود هي الأخرى شهدت أمس طوابير للسيّارات وذلك تحت تأثير شائعات مفادها أن الأزمة ستطال الوقود، وهو ما أحدث مخاوف وقلق لدى السائقين الذين سارعوا إلى ملء خزانات الوقود في سيّاراتهم بكمّيات إضافية من للاحتياط، في حين اضطرّ العديد من أصحاب محطّات البنزين إلى غلق أبواب محطّاتهم حتى لا تشهد أعمال نهب وتخريب وهذا ما عاينته أخبار اليوم في كلّ من بلديتي القبّة وعين النعجة، وهو ما ضاعف حجم الطلب والضغط على المحطاّت وتسبّب في طوابير طويلة للسيّارات أمام محطّات الوقود، خاصّة تلك الواقعة على المحاور الكبرى والطرق الرئيسية والطرق السريعة، ووصل عدد السيّارات التي تنتظر دورها في الطوابير من 30 إلى 40 سيّارة·