يعد المنتخب الوطني من الفرق الإفريقية الأكثر حضورا في أهم موعد عالمي للكرة الصغيرة، حيث يملك في سجله 12 مشاركة جمعت بين محطات مضيئة صنعتها أسماء لا تنسى على غرار بن مغسولة وبن سجراري ودوبالة بقيادة المدرب الكبير محمد عزيز درواز، وأخرى باهتة كان بإمكانها أن تكون مشرقة أيضا لو لا سوء الحظ الذي وضعها في مواجهة فرق كانت الأقوى ومازالت. بداية فاشلة وكانت بداية مشوار ''الخضر'' عام ,1974 وبالتحديد في دورة ألمانيا الديمقراطية سابقا التي كانت فاشلة، حيث لعب المنتخب الوطني لاقتطاع أول تأشيرة للمشاركة في بطولة العالم دورة تأهيلية ثلاثية جمعته بتونس وغينيا من 7 إلى 9 ديسمبر 1973 بالجزائر، وإثرها فاز ''الخضر'' تحت قيادة الروماني ميرسيا كوستاش بالمبارتين أمام تونس بنتيجة (14-9) وغينيا ب (34- 7 ) ليفوزوا بالورقة التأهيلية الوحيدة للقارة السمراء. والمشاركة الأولى لزملاء الهاشمي والعرباوي والإخوة بوزرار ولمجداني وبن حمزة، لم تكن موفقة، حيث خسروا مبارياتهم الثلاث في النهائيات أمام عمالقة الكرة الصغيرة آنذاك ممثلين في المجر (30-10) ويوغسلافيا سابقا (35-12) وبلغاريا (23 -16). ''الخضر'' يصطدمون بالواقع المر... أما المشاركة الثانية في أكبر محفل عالمي للكرة الصغيرة فكانت عام 1982 بالقسم الآخر من ألمانيا الموحدة اليوم، وذلك بفضل تتويج الجزائر بأول لقب إفريقي بامتياز في تونس. والمغامرة الثانية التي كانت تحت قيادة المدرب محمد عزيز درواز، لم تكن أحسن من سابقتها من حيث النتائج الفنية، لكنها سمحت للجزائريين بكسب المزيد من الخبرة. وخسر السباعي الجزائري بنتائج ''مشجعة'' في الدور الأول أمام منافسين أقوياء على غرار إسبانيا بنتيجة (19-15) و المجر ب (30-20) والسويد ب (31-15). وفي الدور الثاني الترتيبي خسر رفقاء بوسبت ومعاشو وبوشكريو وعازب وبن مغسولة ودوبالة وبوحليسة أمام منافسين في متناولهم، كالكويت بفارق نقطتين (22-20) واليابان بنتيجة (22-21) مكتفين بالتعادل مع كوبا (21-21). مشاركة كارثية وتتوالى السنوات وتتشابه، حيث سجلت الجزائر حضورها مجددا في المونديال بمناسبة دورة سويسرا عام 1985 بفضل اللقب القاري المحصل عليه في نفس السنة. وجدد المدرب عزيز درواز ثقته في خمسة عناصر من المجموعة التي خاضت مونديال ,1982 ويتعلق الأمر بكل من معاشو وبوشكريو وعازب وبوحليسة وبن مغسولة، وكانت الحصيلة النهائية صفر نقطة ومرتبة أخيرة في هذه المحطة، حيث خسر المنتخب الوطني ثلاث مباريات في الدور الأول أمام السويد بفارق ثماني إصابات (24-16) والدانمارك بنتيجة (27-18) والمجر ب (23-19)، ثم ثلاث أخرى في الدور الثاني أمام الكويت (28-23) وكوبا (25-24) وتشكسوفاكيا سابقا (24-19). مرتبة أخيرة للمرة الرابعة ثم جاء الدور هذه المرة للاعب الدولي والمدرب السابق لديناميكية الجزائر فاروق بوزرار، لقيادة ''الخضر'' في مغامرتهم الرابعة بتشيكوسلوفاكيا سابقا، والنتائج لم تكن باهرة رغم التحسن الكبير لمستوى المنتخب الوطني الذي واجه مرة أخرى العملاقين السويدي والمجري الفائزين بفارق طفيف على التوالي (21-20) و(22-16). وبدأ المنتخب الفرنسي الذي كان متواجدا في نفس مجموعة الجزائر يفرض وجوده على الساحة الدولية، حيث احتفل مطولا بانتصاره على ''الخضر'' (23-20) بعد أن كان منهزما في بعض فترات اللقاء، والذي كان يحسب له ألف حساب، خاصة بعد هزيمته في نهائي الألعاب المتوسطية باللاذقية (سوريا). وفي مجموعة الترتيب، اكتفى أشبال بوزرار بتعادلين أمام كوبا (20-20) واليابان (22- 20) وبهزيمة أمام سويسرا (18-22)، وهي نتائج لم تكن كافية لتفادي المرتبة الأخيرة للمرة الرابعة على التوالي. الفوز التاريخي على الدانمارك وبعد غيابه البارز في دورة 1993 بالسويد، نتيجة فقدان لقبه القاري لصالح مصر في 1992 بكوت ديفوار، سجل المنتخب الوطني عودة قوية في الطبعة الرابعة عشرة بإيسلندا تحت إشراف المدرب صالح بوشكريو ،الذي كسب خبرة لا يستهان بها في مثل هذه التظاهرات الكبرى. وكان ''الخضر'' أول من فجروا قنبلة شديدة المفعول في المونديال الإيسلندي لما أطاحوا في أول خرجة لهم بالعملاق الدانماركي (25-24) مسجلين بالمناسبة أول انتصار لهم في المونديال بعد 21 سنة من الانتظار، و هذا الفوز التاريخي جعل المنافسين الآخرين لمجموعة الجزائر يحسبون ألف حساب على غرار المنتخب الفرنسي الذي سيظفر في نهاية الدورة باللقب العالمي، حيث فاز بصعوبة (23-21). وبعد هزيمتين أخريين أمام ألمانيا (15-25) ورومانيا (22-24)، حقق أشبال بوشكريو فوزا ثانيا على اليابان (23-21) منحهم تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني حيث تلقوا هزيمتين أمام كل من السويد (28-22) و كوريا الجنوبية (33-25) ليحتلوا في نهاية المطاف المركز الثالث عشر من مجموع 24 بلدا. وباستثناء الموهاب وخلف الله وبوعنيق الذين شاركوا للمرة الثانية في هذا الموعد العالمي، فإن اللاعبين الباقين وعددهم 13 دشنوا أول مشاركتهم لهم من بينهم لوكيل ونجال وسعيدي وعواشرية. مشوار مشرف رغم التقهقر في الترتيب التطور المضطرد لكرة اليد الجزائرية على الساحة الدولية، أعاد الهيبة لهذه الرياضة الحاضرة للمرة السادسة في الموعد العالمي الذي أقيم عام 1997 باليابان. وعرفت العارضة الفنية مرة أخرى تغييرا بإسنادها إلى المدرب مكي جيلالي الذي حقق بداية حسنة من خلال تعادلين متتاليين أمام كل من إيسلندا (27-27) و ليتوانيا (19-19) وفازت الجزائر على العربية السعودية (19-14). ورغم التعثرين المسجلين في الدور الأول أمام يوغوسلافيا سابقا (24-28) واليابان البلد المنظم (14-24)، إلا أن'' الخضر'' تمكنوا من احتلال المركز السابع عشر. وقد تزامنت المشاركة الثالثة في المونديال للموهاب وبوعنيق مع البداية الأولى للاعب اسمه عبد الرزاق حماد. كان بالإمكان أن يكون المردود أفضل ولم تتوقف حركة التغييرات هذه المرة مع قدوم جعفر بلحسين على رأس ''الخضر ''، وفي حقيبته خبرة كبيرة اكتسبها لما كان لاعبا سابقا للناديت ومولودية الجزائر ثم مدربا للمولودية العاصمية. وكانت بداية المنتخب الوطني في مونديال مصر عام 1999 صعبة أمام عمالقة كرة اليد العالمية، على غرار إسبانيا الفائزة ب (34-24) والمنافس الدائم للجزائر، والدانمارك (28-18)، ومع الأسف لم يمح الفوز على الأرجنتين (25-16) الإخفاقين المتتاليين أمام الجارين تونس (19-21) والمغرب (19-19) وهو تعادل بطعم الهزيمة. ورغم التأهل إلى الدور ثمن النهائي والانهزام أمام ألمانيا (17-28)، إلا أن مشوار زملاء الطاهر لعبان على ضفاف النيل لم يكن في مستوى التوقعات، حيث أنهوا المنافسة في المركز الخامس عشر في وقت كان بالإمكان تحقيق نتيجة أفضل. مشوار جيد و''الخضر'' يستحقون أحسن وعرفت الطبعة ال17 التي جرت عام 2001 بفرنسا، عودة المدرب صالح بوشكريو على رأس العارضة الفنية للفريق بعد غياب دام ست سنوات. وقد كانت أول مواجهة ل ''الخضر'' مع فرنسا البلد المنظم ويوغوسلافيا وانهزم المنتخب الوطني على التوالي بنتيجة (23-13) و(32- 20)، هاتان الهزيمتان لم تمنعا رفاق الهادي بيلوم من التفوق على المنتخب الكويتي بنتيجة (26-13) والبرازيل ب( 25-20) والتعادل مع الأرجنتين ب(23-23). وقد انتهت مغامرة الفريق الوطني في الدور ثمن النهائي بالانهزام أمام المنتخب المصري بفارق إصابتين (24-21). ميلاد جيل جديد من اللاعبين الموهوبين وعن المشاركة الثامنة ل ''الخضر''، فكانت في مونديال البرتغال عام ,2003 وفي هذه النسخة جاء الدور لأحد أعمدة المنتخب الوطني الجزائري في فتراته الذهبية ليتولى شؤون العارضة الفنية للفريق، ويتعلق الأمر بإبراهيم بودرالي الذي كان ضمن صفوف المنتخب كلاعب سنة .1986 وأنهى الفريق الوطني، الذي كان يضم في تعداده عناصر تتمتع بخبرة كبيرة في مثل هذا النوع من المنافسات، من شاكلة حماد ولوكيل وحسني ولعبان وسعيدي، أنهى المنافسة في المركز ال 18 من بين 24 دولة مشاركة بعد تحقيقه تعادلين أمام البرازيل (22-22) ومصر (25-25)، كما تلقى هزيمتين أمام كل من الدانمارك بفارق ثلاثة أهداف (19-22) ثم السويد بنتيجة (32-28) قبل أن ينهي المنافسة بهزيمة أمام سلوفينيا ب (35-25). ومع هذا يبقى الشيء الجميل الذي قام به بودرالي هو جرأته في إقحام عناصر شابة في مغامرة كبيرة على غرار كل من سلاحجي وغومال وبيلوم وفيلاح، فهذا الرباعي المكون في مولودية الجزائر نجح فيما بعد في تحقيق مشوار احترافي ناجح بفرنسا. مشاركة رمزية لا غير... أما عن مونديال تونس الذي جرى عام ,2005 فكان الجميع ينتظر الكثير من مشاركة المنتخب الوطني الذي كان يشرف على قيادته المدرب الوطني جيلالي مكي بمساعدة الألماني ايروين كالديراش، لكن في نهاية الأمر اقتصر مشوار النخبة الوطنية على تحقيق انتصار واحد على حساب المنتخب الكويتي ب(34-29) وتعادل مع جمهورية التشيك ب(29-29)، فيما تلقى المنتخب ثلاث هزائم أمام كل من روسيا وسلوفينيا وإيسلندا واكتفى بالتالي بالمركز ال .17 رقم قياسي في الانتصارات آخر مشاركة جزائرية في أهم موعد عالمي للكرة الصغيرة كانت بكرواتيا عام ,2009 وفي هذه المغامرة أسندت شؤون العارضة الفنية ل''الخضر'' إلى الناخب الوطني كمال عقاب، الذي فسخ عقده مع النجم الساحلي التونسي من أجل الإشراف على المنتخب الوطني. وفي مفارقة غريبة تمكن المدرب واللاعب السابق في صفوف مولودية الجزائر، بعد انهزامه في المقابلات الخمس الأولى من الدور الأول، من تحقيق أربعة انتصارات في مجموعة الترتيب، وهي النتيجة التي لم يسبق لها وان تحققت في أية دورة وكانت ابرز الانتصارات على حساب المنتخب المصري بنتيجة عريضة (28-22).. منهيا المنافسة في المركز ال 19 في الترتيب العام. ويعود الفضل إلى كمال عقاب في إقحام 13 لاعبا جديدا في غمار المنافسة العالمية والاعتماد على الخدمات الكبيرة للعناصر المحنكة مثل بودرالي ولعبان ويحيى سيد علي.