أعطت ولاية برج بوعريريج خلال السنوات الأخيرة أهمية بالغة للثروة النباتية، خاصة منها غرس أشجار الزيتون الذي عرف إنتاجه في السنة الفارطة ارتفاعا كبيرا، وهو ما جعل عاصمة ''البيبان'' تكون ضمن المراتب الأولى وطنيا من حيث الإنتاج. وقصد توسيع عملية غرس أشجار الزيتون وتدعيم كل الفلاحين الذي يقومون بغرسها، وفي إطار المخطط الخماسي الثاني 2010-,2014 أكد المدير الولائي للفلاحة بولاية برج بوعريريج، لجريدة ''المساء''، أن المساحة المخصصة لأشجار الزيتون عبر تراب الولاية تقدر ب 15000 هكتار. مؤكدا أن المصالح الفلاحية تترقب إنتاج أكثر من 100 ألف قنطار من زيت الزيتون على مستوى الولاية، وهي الكمية التي ستجنى من أشجار الزيتون، وتعد نسبة الإنتاج المرتقبة مرتفعة بنسبة تتراوح بين 10 % و20 % مقارنة بالسنة الماضية التي سجل خلالها إنتاج 93 ألف قنطار، لكن بالرغم من الارتفاع في الإنتاج، إلا أن النسبة تبقى ضئيلة نظرا لاعتماد الطرق التقليدية لجمع هذا المحصول، وتبقى زراعة الزيتون تعتمد على هذه الطرق من طرف العائلات التي تمتلك بساتين بالمناطق الجبلية على غرار بلديات دائرة الجعافرة شمالا وبلدية تقلعيت في الجهة الغربية من الولاية، ناهيك عن انتشار هذا النوع من الزراعة بالمناطق الجنوبية مؤخرا، لكن يبقى سعر لتر الزيت مرتفعا حيث يباع حاليا ب 450 دينارا وهو مرشح لأن يرتفع على الأقل ب 1000 دينار، بينما سعر زيتون المائدة لا يقل عن 150دج للكيلوغرام في الأسواق. أما عن جودة زيت الزيتون، فيؤكد أصحاب معاصر الزيتون والمستهلكين، أن أحسن زيت زيتون يأتي من بلديات كل من الجعافرة وتفرق وزمورة والمنصورة، وهو أكثر غلاء على الرغم من التوقعات الجيدة للإنتاج، وحسب رأيهم فإن المعاصر لا تشتغل بوتيرة أفضل للإنتاج في ظل نقص المحصول اليومي الجيد والذي يشرف عليه حاليا أفراد الأسر، لا سيما النساء، كما تدعمت اليد العاملة للإسراع في عملية الجني هذه الأيام بالأطفال المتمدرسين. ويعد زيت الزيتون الذي تنتجه ولاية برج بوعريريج من أفضل الزيوت المنتجة في المناطق الشمالية ل''البيبان''، ويبقى هذا النوع من الزراعة سائدا بنسبة 60 بالمائة في المناطق الجبلية من ولاية برج بوعريريج، خاصة بلديات الجعافرة، تفرق، القلة، الماين، المنصورة وزمورة، ويبلغ عدد المعاصر المتوفرة حاليا بولاية برج بوعريريج، 94 معصرة، منها 06 معصرات تقليدية و88 معصرة عصرية وتتمركز هذه المعاصر في كل من الجعافرة، زمورة والمنصورة، وهناك حوالي مليوني شجرة زيتون موجهة للإنتاج في هذه الولاية، التي استفادت حسب مصادر من المصالح الفلاحية، من برنامج جديد يستهدف بدعم من السلطات العمومية تشجير 15 ألف هكتار خلال السنوات الأربع المقبلة. وقد باشر الفلاحون في إيداع ملفاتهم للاستفادة من دعم الدولة في هذا الشأن. وفي ذات السياق، أكد محدثنا أن عملية غرس أشجار الزيتون هي عملية مشتركة بالتنسيق بين مديرية الغابات ومديرية الفلاحة بالولاية، والتي تهدف من خلالها إلى توسيع ورفع إنتاج ثروة الزيتون، بالإضافة إلى توفير مناصب شغل ولو مؤقتة لشباب الولاية، وكذا النهوض بقطاع الفلاحة عموما.