أعطت ولاية برج بوعريريج خلال السنوات الأخيرة، أهمية بالغة للثروة النباتية، خاصة منها غرس أشجار الزيتون الذي عرف إنتاجه في السنة الفارطة ارتفاعا كبيرا، بحيث تم إنتاج أكثر من 140 ألف قنطار وهذا بزيادة 55 من الأهداف المسطرة، وهو العدد الذي مكنَ عاصمة البيبان من احتلال المرتبة العاشرة وطنيا من حيث الإنتاج. وحسب المدير الولائي للفلاحة بولاية برج بوعريريج، وفي تأكيد لجريدتنا، فإن المساحة المخصصة لأشجار الزيتون عبر تراب الولاية تقدر ب 13142 هكتارا، أي ما يعادل غرس 789 شجرة زيتون من نوع ''شملال'' و''أزراج''، في حين توجد بولاية البرج 94 معصرة تعمل على استخراج مادة زيت الزيتون، منها 06 معصرات تقليدية و88 معصرة عصرية، وتم خلال سنة 2009 تسجيل 26674 هكتولترا من زيت الزيتون، وبفضل هذا النجاح المحقق والإنتاج المحصل عليه، تبذل مديرية الفلاحة بالولاية مجهودات جبارة قصد توسيع عملية غرس أشجار الزيتون وتدعيم كل الفلاحين الذي يقومون بغرسها، وفي إطار المخطط الخماسي الثاني 2010-,2014 أكد محدثنا بأن الولاية ستستفيد من 15 ألف هكتار من غرس أشجار الزيتون، وهي عملية مشتركة بالتنسيق مع مديرية الغابات ومديرية الفلاحة بالولاية، تهدف من خلالها إلى توسيع ورفع إنتاج ثروة الزيتون، بالإضافة إلى توفير مناصب شغل ولو مؤقتة لشباب الولاية. أما عن المناطق التي تتركز بها زراعة أشجار الزيتون بالولاية، فهي المناطق الشمالية على غرار بلديات الجعافرة، إلماين، تفرق وبلدية القلة، وهي المناطق المعروفة بتضاريسها الجبلية الوعرة والتي يعتمد سكانها على زراعة أشجار الزيتون منذ القدم بإمكانياتهم الخاصة قصد تلبية حاجياتهم، واعتبارها قوت حياتهم ووسيلة لعيشهم، كما عرفت بلدية العش الواقعة في الجنوب الغربي للولاية خلال السنوات القليلة الماضية وبلدية تقلعيت في الجنوب الشرقي، تجربة غرس الأشجار وعرفت نجاحا ملحوظا في غرس أشجار الزيتون في تراب هذه البلديات، وبهذا النجاح لم تصبح هذه الثروة وهذه المهنة حكرا على الجهة الشمالية للولاية فقط، بل توسعت من الشمال إلى الجنوب وهذا من خلال الدعم الفلاحي الذي توفره الدولة للفلاحين، وتهدف من خلاله إلى التشجيع على تطوير المنتوجات الفلاحية عبر كل مناطق الوطن، والنهوض بقطاع الفلاحة عموما بكل الولايات.