تجاوب جمهور مخيم امقار في اطار فعاليات المهرجان الدولي الثاني لفنون الأهقار، الذي اختتمت فعالياته ليلة أمس، كان كبيرا في الحفل الذي أحيته الفرقة المحلية ''إتران نا أهقار'' والتي تتميز بأدائها للتراث الترقي ولكن بنوتات عصرية، وهذا بعزفها على آلات حديثة مثل القيتار الكهربائي والطبل الإيقاعي. واستطاعت فرقة ''إتران نا أهقار'' أن تكون أحسن سفير للثقافة الترقية بصفة عامة والتمنراستية بصفة خاصة، حيث تعمل على أداء طبوع تقليدية ولكن باستعمال آلات حديثة شأنها شأن فرق فنية أخرى كفرقة ''تيناريوان'' وفرقة ''أوييوان''، وقد حققت بتميزها هذا تجاحا كبيرا خاصة وسط الشباب الذي أعجب بهذا المزج الفني بين المعاصر والتراثي. وغنى أعضاء الفرقة عن جمال المرأة والصحراء، وكذا عن الرجال الأشداء، بالإضافة الى مواضيع أخرى تمس الحياة بكل متغيراتها وخفاياها وهذا بالعربية والتماشق. واستطاعت آلة القيتار أن تجد لها مكانا في الثقافة الترقية، إذ ظهرت بالمنطقة طرق متعددة للتعبير الفني سواء الشعري أو الموسيقي، فكانت بحق وسيلة من وسائل احياء التراث المحلي بمسحة شبابية. بالمقابل، رقص جمهور مخيم امقار كثيرا على أغاني فرقة ''بدر تندوف'' التي غنت أجمل ريبرتوار التراث التندوفي، كما ألهبت الحضور برقصاتها الجذابة التي تسمى ''الهول''، فكانت بحق جميلة ومنظمة ضمن قواعد تلزم كل عضو في الفرقة إتقانها بالحرف الواحد. وتكون خاتمة الليلة ما قبل الأخيرة للمهرجان بحفل للفنان النيجري بامبينو، الذي عرف كيف يقتحم الساحات الفنية العالمية بأدائه للموسيقى الترقية بحلة عصرية، الى درجة تشبيهه بالفنان العالمي جيمي اندريكس، حيث يعد أداؤه للقيتار الكهربائي مميزا حقا، وغنى بامبينو عن الحب والشرف واخلاقيات التوارق والصداقة، كما غنى أيضا عن واقع شعبه الذي يتأرجح بين نظام العولمة والتقاليد التي تقاوم الحياة، وكذا عن القيم التقليدية التمشاقية. ويعتبر عمر مكتار أو بامبينو، النجم الساطع لأقداز (النيجر)، إذ استطاع كسب شهرة كبيرة وسط الشباب الترقي، خاصة أنه يعرف بأدائه لأغان تحمل مواضيع نارية بهدف زعزعة كل ما هو ضار بالمجتمع، حسب وجهة نظره، بالإضافة الى حمايته من كل خطر يحدق به، وبالأخص الذي يمس عراقة تراث بلده النيجر، كما عرف عنه إتقانه للعزف على القيتار منذ سن العاشرة، بل أنه استطاع في تلك السن الحديثة تأليف اغانيه الخاصة. ولا يرى بامبينو أن الغناء، وسيلة للترفيه والتعبير عن خوالجه وحسب، بل أنه وسيلة للثورة وهذا للحفاظ على شخصيته وهويته، وقد استطاع عبر مواضع غنائه القيمة وألحانه الشجية، أن يحقق مكانة له ليس في وسط التوارق فقط، بل حتى على الساحة الفنية العالمية، فيدخل محبيه الى عالم الأحلام، حيث الحياة البسيطة ووسط جمال الطبيعة الهادئة وفي محيط لا يستطيع فيه أي منهم إلا أن يشعر بالراحة والأمان.