عاش مخيم أقنار الذي أقيم في إطار فعاليات المهرجان الثقافي الدولي الثاني لفنون الأهقار على وقع حفل فني ساهر إستقطب جموعا غفيرة من المواطنين من عشاق الفن الغنائي الأصيل . وقد التقت في هذه السهرة الموسيقية يوم السبت طبوع غنائية تراثية متنوعة شكلت لوحة فنية مستوحاة من صميم التراث الغنائي الأصيل الذي تشتهر به مناطق الأهقار و قورارة . وكانت بداية هذه السهرة الغنائية ثنائية فنية جمعت الفنان ميلودي أحمد العازف على الآلة التقليدية " الزرنة " والشاعر التارقي عجلة من منطقة إدلس اللذين أطربا الجمهور بأجمل الطبوع الغنائية التارقية الأصيلة . كما كانت فرقة "بنات المغرة" من تيميمون ( ولاية أدرار) حاضرة في هذه السهرة الأهقارية قدمت فقرات فنية رائعة في فن "الآهليل" التي أنعشت أجواء مخيم أقنار. لم يغب فن " التيندي" عن هذا الطبق الغنائي المتميز حيث أطربت جمعية "تغلفت " الثقافية الوافدة من منطقة أمسل الجمهور بمقاطع غنائية من هذا النوع الغنائي الذي تشتهربه منطقتا الأهقار و الطاسيلي ناجر . وتعمل هذه الجمعية المحلية بالأهقار على المحافظة على جميع الطبوع الفنية التارقية وذلك من خلال إحياء هذا التراث الغنائي العريق وقد شاركت في العديد من التظاهرات الثقافية والفنية الوطنية من بينها المهرجان الإفريقي الذي احتضنته الجزائر في سنة 2009 وآخر طبعة من مهرجان "السبيبة" لمدينة جانت كما ذكر رئيس الجمعية. وشهدت هذه السهرة الغنائية التي تواصلت لساعات تجاوبا واسعا من قبل الجمهور والعائلات، حيث استمتع الجميع بباقة من الطبوع الغنائية المتنوعة. وبالمناسبة، أكد الفنان ميلودي أن العزف على آلة الزرنة هو فن أصيل بالمنطقة وهو متوارث عن الأجداد مضيفا في نفس السياق أن تنظيم مثل هذه المهرجانات الثقافية يعتبر فرصة "لنفض الغبار على التراث الغنائي التارقي، مما يسمح بالتعريف به وإعطائه المكانة التي يستحقها". ومن جهته، يرى السيد عجلة الشاعر التارقي المعروف بالمنطقة أن الشعر التارقي يعد أحد أهم مظاهر الفن التارقي الأصيل قائلا "ما ينقصنا هو مساعدتنا في توثيق هذا التراث الثقافي لحمايته من الإندثار وضمان نقله بين الأجيال المتعاقبة ليبقى مرجعا ثقافيا ينطلقون منه في بناء هويتهم الحقيقية و يعتمدون عليه في بناء المسار الثقافي للمجتمع ". وبدوره، أكد السيد دلدولي إبراهيم رئيس فرقة "بنات المغرة " أن حضور الفرقة في هذه التظاهرة الثقافية الدولية فرصة لتعريف الجمهور بتراث منطقة قورارة من خلال إبراز جانب من التراث الغنائي الذي تشتهر به هذه المنطقة الغنية بتراثها الثقافي ومن بينها فن " آهليل" المصنف تراثا لا ماديا عالميا من قبل المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) . وقد حملت فرقة "بنات المغرة " على عاتقها مهمة التعريف بهذا التراث الغنائي المتوارث من خلال المشاركة قي مختلف التظاهرات الدولية و المحلية " يقول المتحدث. وتتواصل فعاليات المهرجان الثقافي الدولي لفنون الأهقار في طبعته الثانية في يومها السادس في أجواء إحتفالية متنوعة والتي تعرف الإقبال الواسع للجمهور من سكان الأهقار والمواطنين الوافدين من عدة مناطق بالوطن بغرض اكتشاف جوانب من الرصيد التراثي الوطني الذي تزخر به منطقة الأهقار والتعرف على ثقافات البلدان الحاضرة في هذه التظاهرة.