حلّت فرقة الفردة ضيفة على تمنراست، في إطار المهرجان الدولي الثاني لفنون الأهقار، والذي تتواصل فعالياته إلى ما بعد غد. وقدمت الفردة جملة من اغانيها المعروفة والتي تعزف على وتر مميّز، يدخل الجمهور في حالة من اللاشعور تسبقها رقصات غير متزنة، ولكنها تجعل فاعلها يشعر بالكثير من الراحة النفسية بعد الجهد الجهيد الذي بذله. وكان هذا حال جمهور كل من دار الثقافة ومخيّم أقنار بتمنراست، الذي رقص كثيرا على انغام الفردة وغرق في بحر الأبيات الشعرية للقصائد التي القتها هذه الفرقة، ومصحوبة أحيانا بموسيقى هادئة تذهب بالجمهور إلى حالة من الشرود، واحيانا اخرى بموسيقى صاخبة تدفعه دفعا الى مساحة الرقص. وبدأ حفل الفردة بمديح ديني وفق الحان رقيقة اعقبتها اغنية في نفس المنوال، لتكون الخاتمة على وقع الاغنية الشهيرة ''سيدي بوزيان''، والتي يقول مقطع منها: سيدي بوزيان في عارك راني بغيتني تفاجأ المحان يا طب كناني ويقول مقطع آخر: ما عندي ولي بلا انت غيرك وانت سيدي ياسلطان وشيخي يا بن بوزيان وتعرف الفردة بأدائها لطابع فريد ويضم طبوعا مختلفة، تصب في قالب واحد يتمثل في مدح الله العظيم ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. كما يستعمل موسيقيو الفردة الثمانية عدة آلات موسيقية، ومن ابرزها العود، الكمان، القمبري، المهراس، الدربوكة والتعريجة، لينشئوا بذلك جوا يأخذ بالجمهور الذي انتقل عشرة كلم مشيا على الاقدام إلى مخيّم اقنار، إلى عالم ساحر، وهذا ليستمتع اشد الاستمتاع بهذا الطابع الذي يجعلك تطرح الف سؤال وسؤال، هل هذا فن أم سحر؟ بالمقابل، أحيا الدويتو أمادو ومريام من مالي، حفلا ساهرا في نفس الفعاليات، حيث قدما أغاني شهيرة أخذتهما إلى عالم النجومية من بابه الواسع، ومن بينها اغنية ''فاتوما'' التي تحكي عن إمراة لا يهمها حديث الناس عنها بل تستهوي الرقص والغناء وفقط، أما أغنية ''مرحبا مالي'' فقد تناول فيها المطربان تاريخ مالي وأمجاده. ''كوليبالي قتلني''، هي اغنية اخرى للدويتو المالي، ويتغنى فيها بشخص من المالي يحمل اسم كوليبالي، وهو الاسم الذي يحمله الكثير من سكان هذا البلد، أما أغنية ''حبي، حبيبي'' الجميلة حقا وكذا أغنية: ''أحد في باماكو''، فقد استهوت الجمهور ايضا الذي رقص كثيرا على انغامهما. للإشارة، التقى أمادو بمريام في معهد الشباب الاعمى، وفي حين كانت مريام تحيي حفلات الاعراس، كان امادو يعزف على آلة الأرمونيكا والناي، ليتزوجا سنة ,1980 ومن ثم يقومان بجولات فنية في بوركينا فاسو والكوت ديفوار، حيث تخصصا في نوع البلوز والروك والفانك ممزوجة بالموسيقى المالية التقليدية، ويتمكنا من تحقيق النجاح الكامل بأغنية ''حبي، حبيبي''، ويتواصل هذا النجاح داخل المالي وخارجه