احتضنت تمنراست في الفترة الممتدة من 11الى 18جانفي الجاري، فعاليات المهرجان الدولي الثاني لفنون الاهقار تخللته محاضرات حول التراث المادي وغير المادي للتوارق وحفلات فنية متنوعة بالإضافة إلى ورشات حول الرسم والموسيقى وعلم الفلك وغيرها. وأعلن محافظ المهرجان السيّد فريد ايغيل احريز ليلة أول أمس بمخيّم أقنار عن اختتام هذه الفعاليات، معلنا في نفس السياّق عن تنظيم الطبعة الثالثة في نفس الفترة الزمنية ونفس المكان، كما أكد المتحدث أن المهرجان حقق هدفه الأسمى المتمثل في مشاركة الجمهور المحلي فيه حيث توافدت أعداد كبيرة من محبيّ الفنون إلى الورشات والحفلات واستمتعوا بأداء الفنانين الجزائريين والنيجريين والماليين. وفي سياق آخر عرف حفل الاختتام تسليم هدايا للفائزين في ورشة المانغا، حيث تحصلوا على مجلات للأشرطة المرسومة من دار نشر ''زاد لينك''، كما أعلن كمال سعدو، رئيس لجنة تحكيم مسابقة ''حكايات وأساطير حول التراث الصحراوي'' المنظّمة في هذا الإطار عن أسماء الفائزين وهم: بلاعو بوجمعة بن غالي الذي تحصل على الجائزة الأولى في صنف الكبار بقصة كتبها باللغة الأمازيغية تحمل عنوان ''أداباني'' وعمور فضيلة التي ظفرت بالجائزة الثانية عن قصة ''افلاواس وجيربواز'' باللغة الفرنسية، وإيغيبة لحبيب الذي نال الجائزة الثالثة عن قصة ''تانس أد وناس''باللغة العربية. أما في صنف الأقل من 16سنة، فتحصلت عبدي وسيلة على الجائزة الأولى عن قصتها باللغة العربية تحت عنوان:''الشاب والنخلة العملاقة''، في حين نالت إيفتيني آنيا الجائزة الثانية عن قصة ''طفل القمر'' والتي كتبتها باللغة الفرنسية، بينما تم حجب الجائزة الثالثة. وكشف سعدو عن سروره بالمستوى الذي بدا به للمشاركون في هذه المسابقة، مضيفا انه يجب التفكير من هذه اللحظة في موضوع مسابقة الطبعة الثالثة لمهرجان فنون الاهقار. ومن جهة أخرى أحيت السهرة الأخيرة لهذه التظاهرة فرق فنية من المنطقة وأخرى أقدمت من عين صالح وإليزي اشتركت في تقديم موسيقى عريقة تغلغلت في أعماق التراث غير المادي للصحراء، كما قدمت هذه الفرق وصلاتها في جو شاعري ساحر تحت سماء متلالئة بالنجوم، فكان تجاوب الجمهور معها كبيرا. البداية كانت مع فرقة ''طبل عين صالح''، التي عرّفت الحضور بتراث معروف جدا بمنطقة الجنوب الغربي للجزائر من خلال مزجها لنوتات سريعة وإيقاعية برقصات جميلة نذكر منها رقصة الحضرة والطبل وغيرها وهذا وسط جو روحي أخذ الراقصين والجمهور إلى عالم بعيد عن الواقع بكل آلامه وآماله. الفرقة الثانية المشاركة في حفل الاختتام كانت فرقة ''غانغا وأليوان'' من اليزي والتي قدمّت رقصات نسوية على ريتم الطبل المعروف ب''التيندي'' وهذا وسط زغاريد بالكاد تتوقف وفي الأخير دعت فرقة ''جاكمي'' (الابالسا) كل من ''التندي ترزوق''، ''أمسال''، ''غانغا'' واهليل تيميمون إلى الصعود إلى المنصة وتقديم عرض مشترك ضم العديد من الأنماط الموسيقية ولكنها تشترك في كونها تمثل التراث الثقافي غير المادي للمنطقة الصحرواية. للإشارة، عرفت تظاهرة المهرجان الدولي الثاني لفنون الاهقار، تنظيم العديد من المحاضرات حول تراث التوارق بدار الثقافة بتمنراست، بينما احتضن مخيم اقنار الذي يقع تحت سفح مرتفع اتاكور (8كلم عن تمنراست)، معظم الحفلات الفنية بالإضافة إلى ورشات تكوينية وأخرى تثقيفية وعرض مسرحي وعروض سينمائية، حيث عرف هذا المخيّم الذي تبلغ مساحته 72000متر مربع، إقبالا مكثفا للجمهور الذي يبقى متعطشا لمثل هذه الفعاليات.