واصل طرفا النزاع الصحراوي جبهة البوليزاريو والمغرب أمس ولليوم الثاني على التوالي محادثاتهما غير الرسمية في منتجع مانهاست بمدينة نيويوركالأمريكية تحت إشراف المبعوث الاممي الشخصي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس وبحضور ممثلين عن الجزائر وموريتانيا بصفة بلدين ملاحظين. ولم تتسرب أية معلومات عن مجريات اليوم الأول من هذا الاجتماع غير الرسمي الخامس من نوعه منذ مجيء روس شهر جانفي 2009 والذي يدوم إلى غاية اليوم. ويسعى الموفد الاممي من خلال هذه الاجتماعات إلى تهيئة ظروف نجاح الجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة التي لم يتحدد بعد موعد انعقادها وذلك بعدما انتهت الجولات الأربع الماضية إلى الفشل بسبب التعنت المغربي المتمسك بمخطط الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع في الصحراء الغربية. وكان آخر لقاء عقد منتصف الشهر الماضي الشهر الماضي لم يسفر على أي نتيجة تذكر ماعدا الاتفاق على استكمال سلسلة اللقاءات التي كانت تقررت خلال اجتماع نوفمبر الماضي الذي تزامن مع الاعتداء المغربي الدامي ضد مخيم الحرية بمدينة العيونالمحتلة.وكان روس خلال اللقاء الأخير قد صرح أن طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب اقتراحا أفكارا فعالة سيتم تطويرها خلال الجولتين القادمتين من المفاوضات غير الرسمية الشهر الحالي وشهر مارس القادم.وأشار إلى أنه تم مجددا عرض مقترحات الطرفين مضيفا أنه في نهاية الاجتماع ''ظل كل طرف يرفض اقتراحات الطرف الآخر كأساس وحيد للمفاوضات المقبلة''. وهو ما يؤكد أن مهمة روس ستكون صعبة إن لم تكن مستحيلة في إقناع الطرفين في العدول عن مواقفهما المبدئية رغم انه سبق وان أشار إلى أن المغرب يبقى الطرف المعرقل في تسوية نزاع هو قبل كل شيء قضية تصفية استعمار وحلها لن يتم إلا عبر تنظيم استفتاء حر ونزيه يضمن لشعب الصحراء الغربية حقه في تقرير المصير. يذكر أن الطرفين باشرا محادثات على أساس مقاربات جديدة من أجل بلورة ديناميكية جديدة في مسار المفاوضات لسنة 2011 بناء على لقاءات منتظمة، وذلك في إطار تطبيق لوائح مجلس الأمن الأممي بخصوص مسار المفاوضات الجارية. ودعا روس الطرفين إلى خلق ''مناخ من الثقة وشروط ملائمة لتقدم المفاوضات وتفادي كل ما من شأنه المساس بمسار المفاوضات''. وكان مجلس الأمن الدولي قد طلب في لائحته 1871 من المغرب وجبهة البوليزاريو مواصلة المفاوضات تحت رعاية الأمين العام الاممي ''دون شروط مسبقة وبحسن نية'' قصد التوصل إلى ''حل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان'' ويفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي.