تواصلت لليوم الثاني على التوالي أمس في مدينة مانهاست بولاية نيويورك الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو برعاية الأممالمتحدة، التي يبحث فيها الطرفان عددا من الملفات تمهيدا لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين وقد بدأت جولة جديدة من المحادثات بين المغرب وجبهة البوليساريو، بمشاركة الجزائر وموريتانيا بصفة عضوين مراقبين، يوم الخميس 16 ديسمبر في مسعى لإنهاء النزاع بين الطرفين بعد أن تعثرت بسبب إصرار رفض المغرب التفاوض حول خيار استقلال البوليساريو. وأعرب أحمد البوخاري ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة، عن تخوفه من فشل المساعي الأممية، في ظل تدهور الوضع الإنساني في الصحراء الغربية خاصة بعد أحداث العيون الأخيرة. وقال في حديث نقلته فرانس برس ”نتحدث عن تدابير ثقة، لكن الثقة غير موجودة”. وأعرب عن تشاؤمه بالقول: ”المغرب متمسك بمواقفه، ولا يمكن أن تسفر هذه المرحلة من المحادثات عن نتيجة”. لكنه أكد في الوقت نفسه: ”نريد أن تبقى القنوات الدبلوماسية مفتوحة”. أما المتحدث باسم المغرب فقد قال إن لديه تعليمات بألا يتحدث مع وسائل الإعلام حتى انتهاء المحادثات ظهر السبت. ويجري هذا الاجتماع الذي يعقد بعد أكثر من شهر من الجولة غير الرسمية الثالثة تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس بحضور وفدي الطرفين وممثلي البلدين الملاحظين الجزائر وموريتانيا. ويتكون الوفد الصحراوي الذي يقوده رئيس المجلس الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (البرلمان) خاطري عدوح من المنسق الصحراوي مع البعثة الأممية من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) امحمد خداد وممثل جبهة البوليزاريو لدى منظمة الأممالمتحدة أحمد بوخاري. وخلال لقائهما السابق في نوفمبر الفارط قرر الوفدان الاجتماع مجددا خلال شهر ديسمبر وكذا في بداية السنة المقبلة لمواصلة مسار المفاوضات الذي تطلبه لوائح مجلس الأمن الأممي. وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عشية انعقاد المباحثات أكد بوخاري أنه كما صرح بذلك الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز مؤخرا في الجزائر العاصمة خلال الندوة الدولية لإحياء الذكرى الخمسين لإعلان منح البلدان والشعوب المستعمرة استقلالها (لائحة 1514) سيتوجه الوفد الصحراوي إلى هذا الاجتماع و”يده ممدودة للسلام”. وأضاف ممثل الصحراء الغربية لدى الأممالمتحدة أن ”موقف جبهة البوليزاريو هذا ليس جديدا بحيث أنها تبنت دوما هذا الموقف منذ بداية مسار المفاوضات إذ نعتبر أنه لا يمكننا تغيير الجغرافيا والمغرب بلد جار يواجهنا معه مشكل واحد وهو مشكل الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية”. وفي هذا الصدد اعتبر الممثل الصحراوي لدى الأممالمتحدة أنه ”بمجرد تسوية مسألة الصحراء الغربية بشكل واضح وعادل ونهائي من خلال احترام الحق في تقرير المصير واستقلال شعبنا، سنكون حينئد مستعدين للتشييد مع المغرب وكل البلدان الأخرى المجاورة الاندماج المغاربي، لأن الأمر يتعلق بالبديل الاستراتيجي الوحيد الذي يستحق كل الجهود والتصور للتوصل إليه”. وأضاف يقول ”لم نجد لسوء الحظ استجابة ملائمة لدى القادة المغربيين الذين يتشبثون بتصور غير مقبول وقائم على مطالب إقليمية رفضت أسسها من قبل المجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية”.