يلتقي مجددا طرفا النزاع الصحراوي جبهة البوليزاريو والمغرب بمنتجع منهاست بمدينة نيويوركالأمريكية في لقاء ثان غير رسمي من 16 إلى 18 ديسمبر الجاري لمواصلة التفاوض حول سبل تسوية القضية الصحراوية. وقال المتحدث باسم الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة ''أن هذه الاجتماعات ستجري بدعوة من المبعوث الشخصي للامين العام من اجل الصحراء الغربية كريستوفر روس في إطار المهمة التي اقرها مجلس الأمن من اجل مفاوضات تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة''. وسيعقد هذا اللقاء الرابع من نوعه منذ مجيء كريستوفر روس بحضور وفدي الطرفين وممثلي البلدين الملاحظين، الجزائر وموريتانيا. وكان آخر اجتماع غير رسمي عقد بين الجانبين يومي الثامن والتاسع نوفمبر الماضي بعد فترة جمود دامت أكثر من عام وانتهى باتفاق الجانبين على عقد مزيد من اللقاءات في مسعى لتبديد العراقيل والتوصل الى تسوية للنزاع في الصحراء الغربية الذي دخل عقده الرابع وفقا لما نصت عليه اللوائح الأممية. ولأن الاجتماع الأخير كان قد شهد تغييرا في الموقف المغربي المتعنت بقبوله ولأول مرة مناقشة المقترح الصحراوي لتسوية النزاع فإن ذلك يطرح التساؤل حول جدية الرباط في الدخول في جوهر الاشياء لمواصلة النقاش خلال اللقاء المقبل. ثم هل يمكن الوثوق في السلطات المغربية وهي التي حاولت في المرة السابقة نسف العملية التفاوضية بتنفيذها لهجوم دموي على مخيم الحرية للنازحين الصحراويين بالقرب من العيونالمحتلة في نفس اليوم الذي انطلقت فيه مفاوضات منهاست يوم الثامن نوفمبر الماضي بهدف حمل جبهة البوليزاريو على الانسحاب من المحادثات لتكون في أعين المجموعة الدولية الطرف المعرقل. وكشف الاعتداء المغربي على المخيم الصحراوي أن نظام المخزن لا يريد مباشرة مفاوضات جادة ولا يزال متمسكا بمخططه للحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع رغم قبوله مناقشة المقترح الصحراوي. وهو ما سيجعل مهمة روس صعبة خلال اللقاء القادم خاصة وأن الموفد الاممي كان قد اقتنع بأن الرباط هي الطرف المعرقل بسبب إصرارها على مخطط الحكم الذاتي، مما يوحي بأن نتيجة اللقاء القادم قد لا تتعدى مجرد الاتفاق كما جرت العادة على عقد اجتماع جديد دون الدخول في جوهر المباحثات. وقد يكون ذلك السبب الذي جعل الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز يجدد استعداده للتفاوض ويطالب العاهل المغربي الملك محمد السادس بضرورة الدخول في مفاوضات عاجلة وعادلة من اجل تسوية آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وأكد في الوقت نفسه أن الفرصة لا تزال قائمة للمغرب من أجل التبصر فيما آلت إليه وقد تؤول إليه الأمور إذا ما استمرت الحكومة المغربية في نقض التزاماتها المتعلقة بتسوية النزاع. كما حمل الرئيس الصحراوي المغرب مسؤولية أية انزلاقات قادمة في المنطقة بسبب استمراره في تبني سياسة الهروب الى الأمام والترويج لخطاب مغالط لا يساهم إلا في خلق أسباب التوتر في المنطقة. يذكر أن كريستوفر روس كان قد صرح بعد الاجتماع غير الرسمي السابق أن الأطراف كانت قد اتفقت أيضا على ''أن تستأنف الزيارات العائلية بالطائرة في اقرب الآجال وذلك على أساس التطبيق الصارم لمخطط العمل المعتمد سنة 2004 ''. وأضاف أن الأطراف كانت قد اتفقت أيضا على ''التعجيل ببدء الزيارات عن طريق البر بداية من شهر جانفي القادم بالتنسيق مع المحافظة السامية للاجئين ''لإعادة النظر في عملية تنفيذ مخطط العمل كاملا . ويسعى الموفد الأمريكي إلى التوصل لنتيجة عبر هذه اللقاءات غير الرسمية من اجل التوجه نحو الجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة التي جرت أربع جولات منها تحت إشراف روس، لكن من دون تحقيق أي اختراق يذكر على مسار تسوية القضية الصحراوية.