يؤكد شريف الوزاني سي الطاهر، مدرب مولودية وهران، في هذا الحوار مع جريدة ''المساء''، أن فريقه لم يحقق هدفه بعد ويتمنى أن يحصل ذلك في القريب العاجل حتى يتحرر لاعبوه، ما قد يفيدهم في اللعب على الأدوار الأولى فيما بعد، شريطة أن يعتنى بهم أكثر. كما يتحدث عن مسيرة المولودية ويقيم البطولة الاحترافية الأولى، ونقاط أخرى... - اليوم استأنفتم التدريبات والأكيد أنك قد سطرت برنامجا في ظل هذا التوقف، فهل فصلته لنا؟ * من اللازم علينا وضع برنامج لسد فترة الراحة وتحسبا لما بقي من منافسة، وقد ارتأينا إقامة تجمع أول ينطلق بداية الأسبوع القادم وإلى غاية الخميس المقبل، وهو مخصص لرفع حجم العمل والاسترجاعا، حيث سنخضع لاعبينا لحصتين تدريبيتين يوميا، على أن نباشر بعد ذلك تربصا مغلقا بمركز ''كهرماء'' بمدينة الدارالبيضاء المغربية يدوم عشرة أيام، وسيتخلل هذا البرنامج إجراء خمس مباريات تحضيرية. - ألا تخشى من التذبذب الذي قد يلحق برنامجكم، خاصة وأنكم معنيون بالتربص الخاص بالمدربين بنيل شهادة الدرجة الثالثة؟ * نحن أعددنا برنامجنا، وسنحرص على تطبيقه حرفيا، وفي غيابي هناك مساعدي سباح ومدرب الحراس سبع البشير، ولي الثقة الكاملة في أشبالي ليكثفوا من عملهم لأن ما ينتظرنا صعب ويتطلب المزيد من التضحيات. - ألا تخشى من طوارئ انضباطية في غيابك، خاصة وأنها تكررت في حضورك؟ * لقد وضعنا النقاط على الحروف مع اللاعبين في الاجتماع الأخير الذي عقده رئيس الفريق السيد محياوي مع اللاعبين والطاقم الفني، ولقد وضعناهم عند مسؤولياتهم، وأفهمناهم بأن القانون الداخلي سيطبق على كل لاعب يخرج عن الإطار، وقد كان الرئيس متحمسا لمعاقبة من أخل بالانضباط في ذلك الاجتماع، لكن طلبنا منه تأجيل تطبيق ذلك إلى غاية استئناف المنافسة الرسمية. - ولماذا هذا الإجراء وكرة القدم الجزائرية تبنت مشروع الاحتراف الذي لا يقبل مثل هذه الأمور والتصرفات؟ * أنت تعلم كما يعلم الجميع، أن الاحتراف هو مرحلة أولى تعيشها كرة القدم الجزائرية وأراها تجريبية، ولنجاحها يتطلب ذلك صبرا كبيرا، فالاحتراف طريقه صعب وخطير، ولن نقطف ثماره بين عشية وضحاها، فنحن لا زلنا في بداية الطريق. - وكيف تقيم هذه التجربة لحد الآن، وما هي سبل نجاحها برأيك؟ * كما قلت سابقا هي مرحلة تجريبية، ومن السابق لأوانه تقييمها، وعلينا انتظار موسمين أو ثلاثة لنقف على نجاحها أو فشلها، فحاليا نفتقد دعائم هامة يتطلبها مشروع الاحتراف، كوسائل الدعم المالي والمادي، والهياكل والمنشآت الرياضية، وخصوصا الذهنيات التي يجب أن تتغير، ونحن نلمح تلك الصراعات والانتقادات التي توجه لمختلف الأطراف الفاعلة في الحقل الكروي في بلادنا من مسيرين ومدربين ولاعبين وحتى الأنصار، لكن أنا أشدد على نقطة مهمة وهي الابتعاد عن الكواليس، لأنها إذا انتفت فستنجح البطولة الاحترافية الوليدة في بلادنا. - الكل تفاجأ لحصادكم الجيد المحقق لحد الآن، فهل كنت تتوقعه من قبل تشكيلتكم؟ * بداية، يجب أن نعترف بأننا نجحنا في انتداب لاعبين ذوي خبرة قبل انطلاق البطولة أعطوا دفعا مهما لتشكيلتنا، التي طعمناها أيضا بعناصر شابة لم تخيب الظن إطلاقا لحد الآن، والجميع أدى عملا كبيرا أثناء فترة الإعداد في الصائفة الماضية هنا في وهران ثم في المغرب، استطاعوا بفضله أن يطوقوا مشكل نقص الانسجام بين الخطوط الثلاثة للفريق، لنحصل بعدها على تشكيلة متوازنة يدعمها الاستقرار الإداري والتقني، وهو ما يجعلني أقول أنه بمقدورنا التنافس بقوة على جبهتي البطولة والكأس. - لكن رغم ما تقوله من توازن التشكيلة، إلا أن هناك إجماعا على نقصانها، وأنتم تلهثون حاليا لتدعيمها، فأين وصلت مسألة الاستقدامات لديكم؟ * فيما يتعلق بالاستقدامات، يمكنني القول أننا لم نقف بعد بشكل نهائي على الأسماء التي سندعم بها فريقنا، لكن ما يسعني قوله في هذا المجال، هو أننا لسنا بحاجة إلى التدعيم من أجل التدعيم، بل إننا درسنا جيدا هذا الموضوع وما نحتاجه جيدا، علما وأنه يستند إلى مقاييس مضبوطة، وأعلمنا به الإدارة وإذا ما خابت في ذلك فعلى كل طرف تحمل مسؤولياتها. - ولماذا لا تلجا إلى خزانكم للغرف منه لتدعيم تشكيلتكم؟ * أريد هنا أن أركز على شيئين هامين : الأول أننا أصبحنا نملك مجموعة متكاملة متحمسة للبروز، رغم أنني لا أنكر أنها تضم أسماء بارزة، لكن ما يفرحني حقيقة هو أننا كسبنا فريقا، أما الشيئ الثاني الذي يستدعي الاهتمام به، فهو استمرار الفريق في الإستراتيجية الشبانية التي تبناها هذا الموسم خلافا للمواسم الفارطة التي فرطت فيها الإدارات السابقة في عديد اللاعبين الشباب المرموقين، والذين صنعوا ويصنعون أفراح أندية عديدة، ومع وقوفي شخصيا على الإمكانيات الكبيرة التي أبان عنها شبابنا، خصوصا في المباراة التي لعبناها في سطيف ضد الوفاق العتيد، حيث ازددت إصرارا على مواصلة منح المزيد من الفرص لشباب آخرين في الفريق، وأدعو الإدارة إلى مزيد من الاعتناء بهم، لأنهم هم مستقبل المولودية كما كنا شهودا على ذلك في السنوات السابقة. - عموما، كيف تقيم مسيرة فريقكم خلال ال13 مباراة الملعوبة لحد الآن؟ * ما عساني أقول غير أنني سعيد بالمستوى الذي بلغناه والنتائج المشرفة التي حققناها، قياسا بالمصاعب الكبيرة التي واجهتنا قبل وعند انطلاق المنافسة الرسمية، وأتمنى أن نواصل على نفس الإيقاع، وأنا أدرك جيدا أنه إذا ما أردنا أن نحافظ على قوتنا في هذا الموسم والمواسم القادمة، فما علينا سوى الاحتفاظ بهذا التعداد، الذي اضحى مصدر فرحة كل ''الحمراوة ''، وأنا متفائل بالمستقبل، لأننا أصبحنا نشكل عائلة واحدة، كما أن ظروف العمل جيدة، وحرص الإدارة على توفير كل سبل النجاح سيقوينا أكثر. - الفرحة التي منحتموها لأنصاركم فتحت شهيتهم أكثر وأضحوا يرون المولودية فوق المنصة، فما قولك في ذلك؟ * نحن لا ننكر الدعم الكبير الذي وجدناه لدى أنصارنا داخل وخارج قواعدنا عكس السنوات السابقة، فهم ملتفون حول فريقهم يدعمونه سواء في التدريبات أو في المباريات الرسمية سواء داخل ملعب زبانة أو خارجه، لكن ما أقوله لهم وأعدهم به، هو أن نحقق ما سطرناه قبل انطلاقة الموسم، وهو نيل إحدى المراتب الخمس الأولى، لكن اللعب على اللقب هذا الموسم أراه أمرا صعبا جدا، وقد يحصل ذلك الموسم القادم، إذا ما وفقنا في المحافظة على تعدادنا، ودعمناه أحسن واستفدنا من نفس الظروف الحالية المواتية للعمل. - وكيف ظهر لك مستوى البطولة الوطنية الاحترافية الأولى؟ * أظن أن بطولة هذا الموسم أو لنقل لحد الجولة ال,13 أنها بحاجة إلى مزيد من التركيز والفعالية، ربما يعود ذلك إلى أنها التجربة الاحترافية الأولى. - وكيف تتراءى لك مرحلة العودة، خاصة وأن فريقكم سيستقبل داخل قواعده في ثماني مباريات؟ * أولا، يجب علينا أن نحقق هدفنا الذي سطرناه من قبل ألا وهو ضمان البقاء لأنه هو غايتنا الكبرى، وإذا ما بلغناه في المقابلات الخمس الأولى القادمة، فإن ذلك سيريحنا معنويا، وسيجعلنا نتعامل مع بقية المنافسة براحة أكثر، ونحن سنتبنى استراتيجية مقابلة بمقابلة، لكن الأهم هو أن نواصل على نفس الطريق، وأن نحافظ على ود أنصارنا، وألا يكون ذلك إلا بمواصلة تحقيق النتائج الإيجابية وتفادي تكرار سيناريو الموسم الماضي، عندما فقدت التشكيلة البوصلة بعد تراجع النتائج الفنية، فانقلب عليها الأنصار والمحبون مما أدخلها في ضغط شديد. - لاحظنا أنك أصبحت تطيل الحديث مع لاعبيك في الحصص التي تلت الاستئناف، فعلى أي شيء تركز؟ * أرى أن تشكيلتنا بحاجة في الوقت الحالي إلى عمل نفسي كبير، وإلى مزيد من العناية وتحسيس لاعبينا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ففضلا عن أنني وضعت النقاط على الحروف معهم جميعا، خاصة مع المتكاسلين، أفهمت أشبالي أن لا يكثروا من الحسابات ويضعوا أرجلهم على الأرض، وأن يواصلوا العمل الجاد لأنه هو عملتي الوحيدة، وأن يتجنبوا التصريحات التي لا طائل منها، فهم الآن لبسوا لباس الاحتراف، وأكدت لهم أنهم يوجدون في الرتبة الخامسة لا الثالثة كما يعتقد كثيرون، وأن الهدف الأساسي الذي يجب أن يحققه الفريق هو ضمان البقاء ولم يحصل عليه بعد، وأتمنى أن يكون ذلك في الخمس مباريات القادمة. - صراحة، هل أفاد قرار تقديم فترة الراحة الشتوية فريقكم أم أضر به؟ * إذا ما تكلمت فنيا، فسأقول أنه كسر وتيرة فريقنا ودينامكية النتائج الإيجابية التي سجلها، وهذا سيجبرنا على ضبط برنامج إعدادي كفيل بإرجاع تلك الحيوية له، لكن ما يهمني أكثر هي مصلحة بلادنا العزيزة علينا جميعا والتي أبغي دائما ان تكون في خير وهناء. - وبماذا نختم هذا الحوار؟ * بأمنية أن نستمر في انطلاقتنا الإيجابية لحد الآن بدعم من أنصارنا، الذين أدعوهم إلى المناصرة الحقة، و أعدهم بأن فريقهم سيبذل كل جهده حتى يسعده أكثر، كما أتمنى النجاح للتجربة الأولى للإحتراف ببلادنا-.