أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، على أن كل الظروف مواتية لتطوير التعاون بين الجزائر وطاجاكستان اعتمادا على الصداقة القائمة بين الشعبين وعلى القدرات الاقتصادية التكاملية للبلدين· وقال رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها خلال مأدبة غداء أقامها على شرف ضيفه رئيس جمهورية طاجيكستان السيد إمام علي رخمون، إن "الظروف كلها مواتية لنا لكي نطور تعاوننا اعتمادا على الصداقة القائمة بين شعبينا وعلى القدرات الاقتصادية التكاملية التي يتمتع بها بلدانا"، ذاكرا منها قطاعات الفلاحة والري والمناجم والعدالة· وأضاف الرئيس بوتفليقة قائلا أنه "من الأهمية بمكان أن ندعم علاقاتنا الثنائية في إطار قانوني ملائم يضمن لها الاستمرار والاستقرار والفعالية"· وفي سبيل هذا الإطار القانوني تأتي اليوم كما أضاف رئيس الجمهورية: "مشاريع الاتفاق المتبادلة التي تتناول ترقية الاستثمارات وحمايتها وإلغاء الازدواج الضريبي بمثابة أدوات لا مناص منها لترقية المبادلات الاقتصادية وتطويرها وعليه فإنه يتعين على حكومتينا الشروع ومنذ الآن في المشاورات التي تحقق هذا المسعى"· من جانبه أكد رئيس جمهورية طاجاكستان في كلمته على نوعية العلاقات التي تربط الجزائر ببلده، داعيا إلى تطوير التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي، مشيرا إلى أن زيارته للجزائر تهدف إلى تعزيز العلاقات الطيبة القائمة بين البلدين· واستطرد قائلا أنه "مستعد" للمساهمة إلى جانب الرئيس بوتفليقة في تطوير وتعزيز العلاقات القائمة بين البلدين مذكرا بعلاقات الصداقة التاريخية بين الشعبين الجزائري والطاجيكي· وبعد إبراز الثروات الطبيعية التي تزخر بها طاجاكستان مثل الموارد المائية والمنجمية، أشار رئيس طاجاكستان إلى مختلف المشاريع الاقتصادية التي تم مباشرتها في بلده بفضل الاستثمارات الأجنبية· وأضاف أنه يوجد أزيد من 400 مشروع في طاجاكستان ينتظر تمويلا في إطار الاستثمارات الأجنبية· واستعرض الرئيس رخمون من جهة أخرى التاريخ المعاصر لبلده الذي عرف حسبه "توترا سياسيا" تسببت فيه حرب أهلية· وقد حضر هذه المأدبة أعضاء من الحكومة وكبار المسؤولين في الدولة إلى جانب ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر· كما تم أمس، التوقيع على أربع اتفاقيات بين الجزائر وطاجاكستان تتعلق بالتعاون في مجالات التجارة والاستثمارات والشؤون الخارجية والثقافة· وحضر حفل التوقيع الذي جرى بمقر رئاسة الجمهورية كل من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الطاجيكي السيد إمام علي رخمون وكذا وفدا البلدين· وتم التوقيع على اتفاق ثقافي وتجاري وآخر متعلق بالترقية والحماية المتبادلة للإستثمارات إلى جانب التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارتي الشؤون الخارجية للبلدين متعلقة بوضع مشاورات ثنائية وقع عليها الوزيرين المعنيين للبلدين· ويهدف الاتفاق التجاري إلى تسهيل ورفع حجم المبادلات بين البلدين حيث أشار مصدر دبلوماسي إلى أن "المبادلات التجارية بين الجزائر وطاجاكستان لا تتجاوز حاليا 14 مليون دولار"· وأضاف المصدر أن التعاون في مجال الاستثمار سيتمحور لا سيما حول الطاقة وتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة المائية، مشيرا إلى أن الاتفاق الثقافي يهدف إلى تعزيز علاقات الصداقة والمبادلات الثقافية بين البلدين· من جهة أخرى أكد الرئيس رخمون، أن الجزائر وطاجاكستان اتفقتا على تطوير علاقاتهما الثنائية إلى مستوى "نوعي" وذلك عقب المحادثات التي أجراها مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة· وفي تصريح للصحافة قال السيد علي رخمون "اتفقنا مع الرئيس بوتفليقة على ولوج مرحلة جديدة نوعية في علاقاتنا الثنائية"، وأضاف أن المحادثات مع الرئيس بوتفليقة دارت حول آفاق العلاقات الثنائية سيما في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري· وقال في هذا الصدد "هناك إمكانيات كبيرة لتجسيد هذا التعاون"، داعيا المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين للإستثمار في طاجاكستان حيث "توجد مشاريع كبيرة وعديدة"· واستطرد قائلا إن "هذا سيكون له أثرا إيجابيا في تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين"· كما أعرب رئيس طاجاكستان عن أمله في تطوير التعاون بين البلدين في مجالي التعليم والثقافة "الكفيلين بتقريب الشعوب"· وأضاف قائلا: "كلنا يقين بأن نتائج محادثاتنا من شأنها إضفاء بعدا جديدا على علاقاتنا الثنائية"· وفيما يتعلق بالمسائل الإقليمية والدولية، أشار إلى وجود تطابق في وجهات النظر بين البلدين من أجل سلم عادل وشامل في الشرق الأوسط· وقال إنه "يحق للشعب الفلسطيني إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية"، مؤكدا من جهة أخرى أن "حل القضية العراقية ينبغي أن يكون من قبل العراقيين أنفسهم"· واعتبر أنه "ينبغي أن تتحمل كل الدول مسؤولياتها إزاء هاتين القضيتين" (الفلسطينية والعراقية)· كما أعرب الرئيس علي رخمون عن ارتياحه لجوالتفاهم والاحترام المتبادل الذي طبع المحادثات مع الرئيس بوتفليقة· وأضاف أنه وجه دعوة للرئيس بوتفليقة للقيام بزيارة رسمية إلى طاجاكستان· وكانت محادثات جزائرية -طاجيكية موسعة لوفدي البلدين جرت أمس، بالجزائر تحت رئاسة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الطاجيكي· وقد حضر هذه المحادثات عن الجانب الجزائري كل من وزراء المالية السيد كريم جودي والتجارة السيد الهاشمي جعبوب والثقافة السيدة خليدة تومي والتضامن الوطني السيد جمال ولد عباس والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل· وعن الجانب الطاجيكي حضر هذا اللقاء كل من وزير الشؤون الخارجية السيد ظريفي همر أخان والوزير رئيس لجنة الدولة للإستثمارات وتسيير أملاك الدولة السيد همر أليوف فروخ ووزير الثقافة السيد أسراري ميرزا شاه روخ، وقبلها جرت محادثات على انفراد بين رئيسي البلدين · وكان رئيس طاجاكستان قد توجه صباح أمس، إلى مقام الشهيد بالجزائر العاصمة حيث ترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة· وعقب استعراضه لتشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية الشرفية وضع الرئيس الطاجيكي إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري بالمقام ووقف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية· ويُذكر أن الرئيس رخمون حل بالجزائر أول أمس، في زيارة رسمية تدوم ثلاثة أيام بدعوة من الرئيس بوتفليقة· من جهة أخرى استقبل رئيس جمهورية طاجاكستان أمس، بالجزائر، رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري ورئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم حيث أديا له زيارة مجاملة·