أبرمت مؤسسات جزائرية وبريطانية، أمس، ثلاثة اتفاقات شراكة ترمي إلى إطلاق مشاريع مشتركة في قطاعات التربية والتكوين والهندسة والصناعة الصيدلانية، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها وقد رجال الأعمال البريطانيين إلى الجزائر. وقد أعرب السيد شارل هوليس المدير العام لجمعية ''الشرق الأوسط'' الذي يقود الوفد البريطاني الزائر للجزائر في ندوة صحفية نشطها أمس، بمعية سفير بريطانيا بالجزائر السيد مارتن روبر عن ارتياحه لإبرام اتفاقات الشراكة الثلاثة التي تجمع مؤسسات جزائرية وبريطانية، مجددا الاهتمام الكبير الذي توليه مؤسسات بلاده بالسوق الجزائرية. وأبرز المتحدث في هذا الصدد التحمس الكبير الذي أبداه رؤساء المؤسسات البريطانية لزيارة الجزائر والالتقاء بنظرائهم الجزائريين، وكذا العدد الهائل لرجال الأعمال البريطانيين المشاركين في هذه الزيارة (36 رجل أعمال يمثلون 24 شركة) والتي تهدف إلى تحديد القطاعات الواعدة والبحث عن شركاء محليين لبعث مشاريع تعود بالفائدة على الطرفين، معتبرا بأن الحضور القوي لرجال الأعمال البريطانيين يعكس إرادتهم في الاستثمار في الجزائر. ويضم الوفد البريطاني الذي يقيم منذ يوم الأحد الفارط بالجزائر ممثلين عن مجمعات صناعية كبرى رائدة في قطاعاتها على غرار ''رولس رويس'' و''كامرون'' و''جنرال ديناميك'' و''اي اش جي مولتتون'' و''سيرفارم''، وهي تنشط في قطاعات الطاقة والصناعة والتكوين المهني للمؤسسات وكذا الصحة. وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس قد دعا خلال لقائه أول أمس بوفد من المجموعة الاستشفائية الدولية البريطانية، المؤسسات البريطانية المختصة في إنتاج الأدوية إلى توسيع وتكثيف تواجدها بالسوق الجزائرية من خلال الاستثمار بشكل أكبر وإقامة علاقات شراكة مع القطاعين الخاص والعام، مذكرا بأن بريطانيا العظمى تعتبر حاليا رابع ممون للجزائر في مجال الأدوية. وأشار الوزير إلى أن الجزائر تستورد من بريطانيا ما يعادل 75 مليون دولار من الأدوية، حيث تصنف بريطانيا العظمى في المرتبة الرابعة من بين البلدان الممونة للجزائر بالأدوية بعد فرنسا والأردن والدانمارك، مسجلا في هذا الصدد تأخر المؤسسات البريطانية في مجال إدخال إنتاج الأدوية في الجزائر، داعيا إياها بالمناسبة إلى استغلال فرص الاستثمار بالجزائر أو إقامة شراكة مع مؤسسات جزائرية عمومية أو خاصة لإنتاج بعض الجزيئات والمواد الضرورية. واعترف سفير المملكة المتحدة في الجزائر السيد هام مارتين كايث روبر خلال هذا اللقاء بالتأخير المسجل من قبل المؤسسات البريطانية لإنتاج الأدوية فيما يخص الاستثمار في الجزائر، معربا عن دعمه للمسعى الذي اتخذته الجزائر في مجال تشجيع الصناعة المحلية للأدوية ويشترط على الممونين المشاركة في إنتاج الأدوية محليا. من جانبه اعتبر رئيس وفد رجال الأعمال البريطانيين خلال منتدى الأعمال الذي انتظم بمناسبة الزيارة وجمع المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والبريطانيين، أن الجزائر تعد إحدى أهم الأسواق في إفريقيا والعالم العربي، مؤكدا الاهتمام الكبير الذي توليه مؤسسات بلاده بهذه السوق. وتم بمناسبة هذا المنتدى عرض آفاق الاستثمار في الجزائر أمام رجال الأعمال البريطانيين، وأبرزت السيدة فاطمة الزهراء بوشملة محامية أعمال في مداخلة لها مؤهلات الاقتصاد الجزائري والسياسات التحفيزية في مجال الاستثمار ولا سيما تلك المتعلقة بالفوائد الجبائية، كما استعرضت مساعي السلطات العمومية لتنمية الاقتصاد الوطني من خلال تشجيع الاستثمار في أربع قطاعات محركة هي العمران والسكن، الأشغال العمومية، النقل والموارد المائية، مشيرة إلى أن هذه القطاعات وحدها ستمتص نصف الغلاف المخصص للبرنامج الخماسي 2010-2014 والمقدر ب286 مليار دولار. وللإشارة فإن بريطانيا تعتبر مستثمرا هاما بالنسبة للجزائر من خلال غلاف مالي يقدر ب4,1 مليار جنيه استرليني، وحسب إحصائيات الجمارك الجزائرية فإن حجم المبادلات التجارية بين البلدين، فاق الملياري (02) دولار، منها 26,1 مليار دولار من الصادرات الجزائرية. وترى أوساط الأعمال البريطانية بأن الشراكة بين البلدين لها إمكانيات تطور كبيرة، لا سيما في ظل وفرة فرص عديدة للاستثمار في الجزائر في القطاعات خارج المحروقات وفي المنشآت التحتية والبناء والبيئة والموارد المائية والموانئ والإنتاج الصيدلاني والنقل بالسكك الحديدية.