شد قطاع الغابات في السنوات الأخيرة بولاية المدية قفزة نوعية من حيث دراسة وتجسيد المشاريع ذات الصلة بعالم الأرياف عموماً، وتحسين الإطار المعيشي للمواطنين القاطنين بها، وتجلى ذلك واضحا في تطبيق برنامج التنمية الريفية المندمجة، مما شجع العائلات النازحة بالمدن على العودة إلى قراهم الأصلية. ويهدف البرنامج إلى إشراك العديد من القطاعات في عملية تنمية الريف على غرار قطاعات الأشغال العمومية، الري، الطاقة والمناجم، والفلاحة... ناهيك عن المجالس الشعبية المنتخبة والمواطن الذي يعد الرقم الفاعل في معادلة التنمية على مستوى الريف الذي يقطنه، وفي هذا السياق أكد محافظ الغابات لولاية المدية السيد عامر موسى أن المواطن يعد شريكا فعالا في عملية تنمية الريف من خلال التعبير عن الانشغالات والاهتمامات، والتي تشغل بال سكان قريته أو دشرته وتقديمها في شكل بطاقة حاجيات على مستوى الدائرة كي تتكفل محافظة الغابات بدراستها ومحاولة الإجابة عنها حسب الأولويات والإمكانيات. ويخص برنامج التنمية الريفية المندمجة نمطين من المشاريع بولاية المدية، النمط الأول ويتعلق بتلك المشاريع الموجهة للمناطق السهبية بالولاية والتي تشمل البلديات الجنوبية للاهتمام بالمراعي والاستماع لانشغالات الموالين ومربي الماشية، وفي هذا الإطار تمت دراسة 20 مشروعاً سيتم الشروع في تجسيدها قريبا، أما النمط الثاني فيخص باقي مناطق الولاية ويتم من خلاله رصد النقائص ودفع عجلة التنمية وإنشاء نشاط اقتصادي ريفي منتج، وتشجيع العائلات النازحة نحو المدن على العودة إلى الريف والقيام بنشاطاتها المعهودة، وفي هذا السياق تمت دراسة 93 مشروعاً جوارياً تمس 54 بلدية من أصل 64 بلدية بالولاية، أي ما يعادل 6600 عائلة استفادت من هذه المشاريع الجوارية الحيوية. وأوضح محافظ الغابات للمدية أنه في إطار هذه المشاريع قامت المحافظة بإنجاز العديد من العمليات لفك العزلة على المواطن بتفريش الطرق الفرعية والمسالك المؤدية إلى القرى والمداشر النائية باستعمال الرمل والحصى، حيث بلغ إجمالي هذه العمليات 262 كيلومتراً في حين عرفت بعض العمليات تأخراً في الاستلام نظراً لعدم وجود رخصة استغلال المواد المستعملة، علماً أن هذه العمليات لقيت استحسان قاطني الأرياف، لاسيما الفلاحين الذين كانوا يعانون جراء صعوبة دخول المركبات، خاصة الشاحنات لنقل المحاصيل الزراعية. أما فيما يتعلق بعمليات تصحيح المجاري المائية أو إعادة تأهيل شبكات التطهير، فقد عرفت سنة 2010 إنجاز ما يقارب 80865 متراً مكعبا، بما انعكس إيجابا على معيشة المواطن في القرى والمداشر، وبالموازاة مع ذلك وقصد حماية الطرقات والأودية من الانجرافات التي تحدث جراء تهاطل الأمطار فقد عمدت المحافظة إلى إنجاز 8 وحدات كحائط إسناد، والذي يستعمل فيه الحجر وشبكات الأسلاك المقاومة للصدأ. من جانب آخر وفيما يخص الغطاء الأخضر أو إعادة تشجير الحزام الأخضر المار ببلدية بوغزول جنوب الولاية، فإنه تم غرس 600 هكتار بأشجار زيتون مثمرة وبقي نحو 150 هكتاراً أخرى قيد الإنجاز بنسبة فاقت ال90 بالمائة، كما تم غرس 940 هكتاراً بالأشجار لتثبيت حواف الوديان و480 هكتاراً أخرى بأشجار مثمرة من مختلف الأنواع.وبهدف استغلال المنابع المائية الطبيعية أحسن استغلال ومراعاة للجانب الصحي في استعمال هذه المادة الحيوية، قامت محافظة الغابات للمدية بتهيئة ثلاث عشرة وحدة للمنابع المائية وفتح ستة آبار، أما فيما يخص المشاريع الفردية وبهدف التقليص من أرقام شبح البطالة وتشجيع شباب الولاية على اكتساب مهنة قارة، بادرت المحافظة إلى توزيع 1080 خلية نحل على الشباب بحصة عشر خلايا للشاب الواحد، مما مكن من إنشاء الثروة وتوفير منتوج العسل. وكشف محافظ الغابات بولاية المدية ل ''المساء'' أن الدولة استحدثت مؤخراً جهازاً فعالاً لإنجاز المشاريع التي تندرج في إطار التنمية الريفية، ويتمثل في شركة وطنية مقاولاتية تعمل بالتراضي وتسعى إلى تقديم خدمة أحسن نوعية بأقل تكاليف وفي الآجال المحددة. للإشارة تقع ولاية المدية ضمن إقليم الأطلس التلي وتتميز بخصوصيات طبيعية ومناخية مميزة بغطاء نباتي يشكل 19 بالمئة من المساحة الإجمالية التي تفوق 877 ألف هكتار، ويقطن نحو 70 بالمائة من سكانها الأرياف وسط تضاريس وعرة وجبال يتراوح ارتفاعها مابين 600 و1700 متر