دق رئيس جمعية حماية البيئة والمحيط لولاية الجزائر ''القلعة'' حميد حدادي ناقوس الخطر حول التدهور البيئي المستمر الذي تشهده مدينة الجزائر بفعل جملة من الأسباب منها نقص الحس البيئي وسط المواطنين، انتشار الأسواق الموازية والباعة المتجولين وظاهرة التشرد التي غزت الشوارع الرئيسية للعاصمة. وأضاف السيد حميد حدادي خلال ندوة صحفية نشطها أمس بمقر الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين أن برنامج جمعية القلعة للسنة الجارية، الذي يحمل شعار ''لا لتدهور مدينتي، معا ضد اللاتحضر''، يركز على مشكلة تدهور المحيط البيئي في الجزائر العاصمة. ويتجلى التدهور - بحسب المصدر- في كثرة الأوساخ، احتلال بعض المواقع المنهارة بالقصبة وتحويلها إلى ورشات تعمل بصفة غير قانونية، باستعمال مواد كيماوية تضر بصحة ذوي الأمراض التنفسية وافتقار بعض الشوارع العاصمية على غرار شارع عمر علي للمراحيض والحنفيات التي كانت بكثرة في الستينيات، كما عرف التدهور طريقه إلى حديقة براق التي فقدت الاخضرار وتراكمت فيها النفايات. في الوقت الذي يبقى فيه سور ضريح الولي عبد الرحمن بباب الوادي مهددا بالانهيار. وعن أسباب هذا التدهور قال رئيس جمعية القلعة: ''جيل ما بعد الاستقلال لم يحافظ على ما خلفه الشهداء بسبب تغير الذهنيات وبروز جملة من العوامل أثرت بصفة سلبية على المحيط البيئي للعاصمة، مما يتطلب التعاون مع بعض بلديات ولاية الجزائر لحمايته''. وفي نفس السياق ذكر المتحدث أن تجربة الجمعية التي انطلقت منذ 2003 مع مؤسسة '' نات كوم'' أظهرت أنه من الصعب التكفل بكافة بلديات العاصمة، نظرا لعدة اعتبارات منها ما يتعلق بغياب الحس البيئي لدى المواطنين الذين لا يحترمون مواقيت رمي النفايات وكثرة المتشردين اللذين يشكل الأطفال نسبة معتبرة منهم في مختلف الشوارع الرئيسية للعاصمة، وكذا الباعة المتجولين ممن ينصبون طاولاتهم في الشوارع ويتركون مخلفاتهم وراءهم بعد المغادرة. مشيرا إلى ضرورة التوصل إلى حلول تمكن الباعة الفوضويين وأصحاب حظائر السيارات العشوائية من ممارسة نشاطهم بصفة قانونية للقضاء على الظواهر التي تؤثر على البيئة والاقتصاد في آن واحد. وفي المقابل ترى رئيسة جمعية ''الأم الحنون'' كريمة قماش أن اتساخ شوارع العاصمة يدفع للتساؤل عن دور السلطات المحلية في هذا المجال، حيث كان اللقاء فرصة لها للتحدث عن مشكلة النزوح الريفي التي أدت الى استفحال البيوت القصديرية والبناءات الفوضوية بالعاصمة، مما حول مدينة الجزائر الى ريف، فضلا عن الإشارة إلى مشكل انعدام روح التمدن والتحضر لدى شرائح واسعة من المجتمع. واعتبرت رئيسة الجمعية أن التدهور البيئي الذي تعرفه مدينة الجزائر مسؤولية الجميع، على أساس أن الكل مطالب بالمشاركة في غرس التربية البيئية وترسيخ ثقافة التحضر. ومن جهته، ذكر نائب رئيس بلدية الجزائر الوسطى حكيم بطاش أن عدة مشاكل بيئية تهدد العاصمة، خاصة في ظل موجة العنف التي يلجأ بموجبها بعض الشباب إلى حرق العجلات المطاطية وتكسير الممتلكات العمومية بحجة الظروف الاجتماعية الصعبة علاوة على ظاهرة رمي النفايات من الشرفات ومخلفات البناء في الشوارع. وللإشارة يتضمن برنامج جمعية حماية البيئة والمحيط لولاية الجزائر ''القلعة'' إطلاق الطبعة السادسة لمسابقة ''الخضرة'' الموجهة للأطفال، والتي ينتظر أن تتوج بتكريم 150 تلميذا في اليوم العالمي للأرض أو في اليوم العالمي للطفل، كما يشمل البرنامج تشكيل لجان أحياء بالتعاون مع بعض بلديات العاصمة للاطلاع على وضع العمارات.