يعود العيد الوطني للمعاقين هذه السنة ويتجدد معه الآمل نحو مستقبل أفضل لهذه الشريحة التي حظيت في برامج الدولة باهتمامات خاصة بإمكانها تغيير النظرة لهذه الفئة التي حققت ما عجز عنه الأسوياء من بني جلدهم في شتى المجالات والقطاع الرياضي كفيل بترجمة هذه الإنجازات كما هو الشأن في بعض المجالات·
استعراضنا اليوم لهذه الانجازات التي حققتها هذه الفئة بإمكانات متواضعة ماهو إلا اعتراف بقدرات ومهارات هؤلاء الأبطال وإشادة بقدراتها بعدما جعلت الراية الجزائرية ترفرف عاليا في المحافل الدولية وحفظت ماء الوجه ووصفت بالمنقذ الدائم للرياضة الجزائرية بفضل مساعدة وزارة الشبيبة والرياضة· وفي المجال الاجتماعي، تأكد جليا من خلال برامج وزارة التضامن الوطني أن الجهود منكبة للتكفل الجدي بهذه الشريحة بعد شن قوانين تحميهم وتضمن لهم امتيازات طالما كانت إحدى انشغالاتهم كالأولوية في حق العمل ··السكن ··· والاندماج في المجتمع· نموذج لعينات المرأة المعاقة التي تحدت الواقع في خلال عشريتين من النشاط الإنساني والرياضي، انطلقت من عمق الأوراس وترعرعت في الحركة الجمعوية طيلة هذه المدة، إنها ضيفة "المساء" قمير سليم ممثلة الإتحاد الولائي للمعاقين حركيا لولاية باتنة، تحدت الواقع ولم تعد إعاقتها عائقا لتجسيد طموحاتها، اختصرت المسافة لتتبوأ مكانة لها في زخم الحركة الجمعوية فضلا عن كونها تمثل الإتحاد الولائي للمعاقين حركيا بالولاية الذي يضم أزيد من 3500 معاق حركيا يمثل العنصر النسوي فيه أزيد من 30 بالمائة، كما تترأس نادي نسوي للمعاقات أنجب بطلات عالميات، قاريات وعربيات· ضيفة "المساء" التي أبرزت الدور الرياضي للدولة في التكفل بشريحة المعاقين، ثمنت دور السلطات الولائية واعتبرت المناسبة كفيلة للتحسيس بضرورة تكثيف البرامج والمبادرات الجادة لإدماج هذه الفئة في المجتمع تتويجا لجهود الدولة ضمن برامجها من خلال وزارة التضامن الوطني التي خصتها عناية خاصة· مشاكل هذه الفئة - حسب محدثتنا - ستذوب تلقائيا مادامت الإرادة قوية خصوصا مع شن القوانين الجديدة التي ستعمل بنسب كبيرة على تذليل العقبات، وهي تحصي المشاكل الإجتماعية التي يعيشها المعاق سواء كان متمدرسا، رياضيا أو بطالا، أدرجت إلزامية تغيير الذهنيات والنظرة إلى هذه الشريحة· قمير التي اتخذت من الجد والتحدي عنوانا لنشاطها، جسدت ذلك ميدانيا بإنشاء نادي نسوي للمعاقات أكد حقيته، وهو غني عن التعريف، شرف الوطن والمنطقة، فهي ترعى شبلياته العشرين، رياضيا وإنسانيا· كما تحضى باحترام وتقدير داخل الولاية وخارجها تبعا لنشاطها وتفانيها في العمل، ظلت طيلة هذه المدة تدافع عن حقوق المعاقين وتساهم في كل المبادرات لتوفير الأجواء اللازمة لبروزها واندماجها في الحياة الإجتماعية وهي التي تحدت تقاليد المنطقة وتجاوزت حدودها لتصنع من المرأة المعاقة الأوراسية بطلة· تتويجا لنشاطها ومسيرتها وتكريما لها، اقترحت مؤخرا من قبل وزارة الشبيبة والرياضة للإشراف على الرياضة النسوية، ولأن الطموح يكبر، تقول قمير التي تقدم بالمناسبة تشكراتها لوزير الشبيبة والرياضة، تجربتي مع هذه الفئة هي سر مثابرتي وأن المسؤوليات تكليف خصوصا عندما يتعلق الأمر بانشغالات فئة ذوي الإحتياجات الخاصة· سنوات النشاط أنستها معاناتها وهي الموظفة التي ظلت تبحث في كيفيات إسعاد بني جلدتها· حرمت من حنان الأبوين، فقد عاشت يتيمة ومع ذلك ظلت صامدة وتحدت الصعاب، هذه مسيرة معاقة والبقية تأتي، تقول محدثتنا التي قدمت تهانيها لبني جلدتها بمناسبة العيد الوطني مضيفة أن المشوار مازال طويلا·