نظم مئات المتضامنين مع القضية الصحراوية بالعاصمة السينغالية دكار مساء الخميس، مسيرة صامتة للتنديد بالتصرفات العدوانية التي انتهجها الوفد المغربي المشارك في المنتدى العالمي الاجتماعي ومنع من خلالها نظيره الصحراوي من التعبير بكل حرية عن أرائه ومواقفه. وسار جزء كبير من المشاركين في هذه المظاهرة التضامنية مكممي الأفواه بأشرطة لاصقة حمراء تنديدا منهم بالمحاولات المغربية الرامية إلى منع أي تعبير عن التضامن أو مساندة للشعب الصحراوي الذي يكافح سلميا من أجل سيادته واستقلاله. ومن بين الشعارات التي كتبت على اللافتات التي رفعها مناضلون في حركات اجتماعية جاؤوا من جميع بقاع العالم إلى المنتدى الاجتماعي العالمي ''المنتدى الاجتماعي العالمي حر كذلك للصحراويين'' و''أوقفوا الاعتداءات المغربية'' و''احترام حقوق الإنسان''. كما أظهرت المسيرة التي جرت بحضور عدد هام من الصحافة السينغالية والدولية تمسك الشعب الصحراوي بمبادئ ''الحرية والكرامة والديمقراطية''. وأشار راضي الصغير بشير رئيس الوفد الصحراوي ''إننا جد مرتاحين لهذا الزخم من التضامن مع قضيتنا التي نواصل الكفاح من اجلها وقد كان المنتدى الاجتماعي العالمي فرصة جيدة لإبراز التضحيات الكبيرة التي يقدمها الصحراويون دون هوادة من اجل حريتهم''. وجاء في البيان الذي اصدر أثناء المسيرة أن ''الحكومة المغربية جندت المئات... تم التكفل بهم من اجل المشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي بهدف الاستفزاز والاعتداء على أفراد الوفد الصحراوي ومن اجل الثأر لما حدث مؤخرا ببريتوريا خلال المهرجان العالمي ال17 للشباب والطلبة الذي تميز بطرد أعضاء الوفد المغربي بسبب الاعتداءات ضد الوفد الصحراوي''. من جانبها نددت التنسيقية الأوروبية للجان مساندة الشعب الصحراوي ''بالانزلاق'' المسجل خلال المنتدى الاجتماعي العالمي بخصوص مسألة الصحراء الغربية. وأشار بيار غالان رئيس التنسيقية والمتحدث باسم منظمي ورشة ''الصحراء الغربية آخر مستعمرة إفريقية'' إلى وجود ''مجموعات جد مؤطرة ومقربة من الحكومة المغربية بين الوفد المغربي قررت منذ افتتاح المنتدى الاجتماعي العالمي منع كل تعبير عن التضامن مع الشعب الصحراوي''. وقال غالان في بيان بعنوان ''المنتدى الاجتماعي العالمي ينحرف حول مسألة الصحراء الغربية''، ان ''مغاربة قد قاموا حسب تقنيات معروفة الآن وقديمة بزرع الاضطراب بشكل كبير عند نهاية مسيرة افتتاح المنتدى الاجتماعي العالمي من خلال الاعتداء على الوفد الصحراوي''. وأكد أن المغربيين ''نظموا أنفسهم من أجل التشويش مما حال دون فتح النقاش حول الورشة الأولى المخصصة للمسألة الصحراوية''، معبرا عن أسفه لكون المنظمين الأسبان والبرلماني الأوروبي ويلي ماير تمت مهاجمتهم من قبل مشاغبين محترفين. وأدان غالان ''كل الشتائم والصراخ والتزاحم المنظم'' الذي وقع مما أرغم المنظمين والمشاركين من بينهم وفد من الشباب الصحراوي قدموا من الأراضي المحتلة، على مغادرة المكان تحت حراسة مصالح أمن المنتدى الاجتماعي العالمي. ودعت التنسيقية الأوروبية للجان مساندة الشعب الصحراوي اللجنة المنظمة للمنتدى الاجتماعي العالمي للاحتجاج لدى الحكومة المغربية التي سمحت بمثل هذه التصرفات العدوانية. من جهة أخرى أنهى كل من المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريز والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس أول أمس اجتماعا مع وفود جبهة البوليزاريو والمغرب وبلدان الجوار، الجزائر وموريتانيا حول اتفاق بالإجماع يتعلق بعديد الإجراءات الرامية إلى الزيادة الملموسة في عدد العائلات الصحراوية التي يمكنها تبادل الزيارات. وأوضح المفوض السامي انه ''منذ أكثر من ثلاث عشريات انفصل آباء عن أطفالهم وزوجات انفصلن عن أزواجهن''، كما أشار إلى ''أنني مرتاح جدا لأنه بفضل التقدم الذي تحقق خلال هذا الاجتماع سيتمكن أخيرا عدد كبير من العائلات من رؤية بعضهم بعد انفصال طويل وشاق''. من جانبه أكد هاني عبد العزيز مسؤول بعثة الأممالمتحدة من اجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية ''المينورسو'' التزام هذه الأخيرة بمواصلة توفير دعمها لبرنامج إجراءات بناء الثقة. وأضافت الأممالمتحدة التوصل إلى اتفاق خلال هذا الاجتماع الذي دام يومين على مواصلة تطبيق مخطط عمل 2004 والتركيز على الهدف الإنساني لبرنامج بناء الثقة المخصص لتمكين أكثر من 30 ألف من الصحراويين المتواجدين على كلا الجهتين بإعادة الروابط الأسرية المقطوعة منذ .1975