مئات المتظاهرين بالعاصمة مدريد ينددون ب "جدار العار" المغربي تواصل فعاليات المجتمع المدني الإسباني الداعمة للقضية الصحراوية ضغوطاتها للتأثير على الموقف الإسباني الرسمي باتجاه تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره عشية تقديم الأمين العام الاممي لتقريره الدوري أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي. وتظاهر مئات المساندين لتقرير مصير الشعب الصحراوي أمام مبنى وزارة الخارجية الإسبانية بالعاصمة مدريد للتنديد ب "جدار العار" الذي شيده المغرب منذ قرابة ثلاثة عقود وقسم من خلاله الصحراء الغربية والشعب الصحراوي إلى جزئين. ورفع المشاركون في هذه التظاهرة التي نظمتها التنسيقية الإسبانية لدعم الشعب الصحراوي أعلام الجمهورية العربية الصحراوية ولافتات ضخمة حملت شعارات داعمة للقضية الصحراوية ومنددة باستمرار الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية. ورددوا عديد الشعارات منها "من أجل صحراء غربية بدون جدار ولا ألغام" و"حرة ومستقلة" و"المغرب مذنب وإسبانيا مسؤولة" و"كلنا موحدون من أجل صحراء غربية حرة". ودعا المتظاهرون الذين جاؤوا من مناطق إسبانية مختلفة الحكومة الإسبانية إلى"تحمل مسؤوليتها في هذا النزاع وعدم نكران روابطها مع الشعب الصحراوي وعدم التهرب من العدالة والشرعية الدولية". كما نددوا بجدار العار الذي شيد "للتفريق بين العائلات ومنع الشعب الصحراوي من استرجاع أراضيه المغتصبة". واعتبروا أن "ثلاث عقود تمر على نشوب هذا النزاع الذي يتواصل دون التوصل إلى حل عادل ونهائي وما تزال العائلات الصحراوية مشتتة بين مخيمات اللاجئين والمدن المحتلة حيث يعانون الاحتلال والتعذيب والقمع المغربي". من جهته قال رئيس التنسيقية الإسبانية لدعم الشعب الصحراوي خوسي تابوادا "نحن هنا للمطالبة بصحراء غربية بدون جدار ولا ألغام وحرة ومستقلة" وأضاف أنه "من العار وجود ولغاية اليوم جدار يقسم الشعب الصحراوي ويمثل رمز الاحتلال المغربي للصحراء الغربية". واعتبر أن المجتمع الدولي يريد "التغاضي" عن وجود هذا الجدار في وقت تشعر فيه كل من إسبانيا وأوروبا بالذنب أمام السياسة التي تنتهجانها إزاء المغرب والشعب الصحراوي. وأشار إلى أن هذه المظاهرة رسالتها واضحة وهي المطالبة بتفكيك هذا الجدار وتدمير ملايين الألغام التي ما تزال تخلف ضحايا. ودعا في هذا الصدد السلطات الإسبانية إلى "التحرك من أجل القيام بعمليات لإزالة الألغام في الصحراء الغربية وتدمير جدار العار ليتسنى للعائلات الصحراوية المفرقة الالتقاء وتنظيم استفتاء لتقرير المصير" في الصحراء الغربية. واختتم هذا التجمع في جو بهيج حيث تم إطلاق آلاف البالونات بألوان علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تحت تصفيقات العديد من السياح من مختلف الجنسيات الذين انضموا إلى المظاهرة. وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية أياما بعد انفجار لغم مضاد للأشخاص خلف العديد من الجرحى الصحراويين خلال التظاهرة الدولية التي نظمت نهاية الأسبوع الماضي بمنطقة محبس الصحراوية للتنديد ب"جدار العار" المغربي. وهي تظاهرة تنظم كل عام لتحسيس الرأي العام الدولي بخطورة الجدار الفاصل والألغام المزروعة من حوله من قبل قوات الاحتلال المغربي. وتعرف هذه التظاهرة ب"سلسلة الألف" حيث يقوم المتظاهرون المتضامنون مع الشعب الصحراوي بتشكيل سلسلة بشرية بأكثر من 2000 شخص أغلبهم إسبان بمحاذاة جدار العار الذي أقامه المغرب منذ سنة 1980 لفصل شطري الصحراء الغربية. وتصادف هذا العمل التضامني مع مظاهرة نظمها الاتحاد الوطني للنساء الصحراويات للمطالبة بتفكيك "جدار العار" الذي زرع على طوله خمس ملايين لغم مضاد للأشخاص وبحل عادل لنزاع الصحراء الغربية.