عاد الأمل إلى مولودية الجزائر، في أعقاب تأهلها إلى الدور السادس عشر من كأس رابطة إفريقيا للأندية البطلة على حساب فريق إفريقيا الوسطى ريال بانغي، الذي لم يتمكن من ترجيح الكفة لصالحه في مباراة العودة التي جمعت الفريقين أول أمس بالروبية، حيث فرض فريق العميد نفسه بفضل خطة تكتيكية محكمة نسجها مدربه آلان ميشال، الذي وجد نفسه قبل اللقاء محتارا بين ضرورة الحصول على تأشيرة التأهل والإحتطاط من كثرة الغيابات، إلى درجة أن تصريحاته التي سبقت المباراة، جعلت الجميع يتخوف من تعرض الفريق إلى الإقصاء. وما كان على لاعبي المولودية سوى اعتماد التضامن فوق أرضية الميدان، ليتبين من خلال الخطة التي رسمها مدربهم أن كل عنصر كان مكلفا بالقيام بعدة أدوار، حتى أن البعض منهم وقع تحت إرهاق بدني كبير على غرار حركات ودرا وكودري، الذين أنهوا اللقاء بصعوبة كبيرة بعد أن زاد المنافس في سرعة اللعب في العشرين دقيقة الأخيرة. إلا أن المدرب آلان ميشال، ظهر في نهاية المواجهة مرتاحا كثيرا حتى أنه قال للصحافيين بأن يتركوه يتلذذ هذا التأهل قبل الإجابة على أسئلتهم، حيث قال فيما بعد أنه يتمنى أن يشكل التأهل إلى الدور القادم من رابطة الأبطال نقطة انطلاق جديدة لفريقه في البطولة، لأن المهم بالنسبة إليه في المرحلة الحالية، هو رؤية تشكيلته تستعيد الثقة في إمكانياتها، من خلال استغلال ديناميكية هذا التأهل، الذي من شأنه أن يعيد لها الثقة في إمكانياتها. وأضاف آلان ميشال قائلا: ''سنعمل كل ما في وسعنا للعودة إلى الواجهة، وبات واضحا من الآن أن مولودية الجزائر ستلعب مستقبلها لحساب هذا الموسم في المباريات الأربعة القادمة التي سنواجه فيها إتحاد البليدة بملعب هذا الأخير ومولودية العلمة وأهلي برج بوعريرج بعقر دارنا وإتحاد الحراش لحساب تسوية الرزنامة، ذلك أن كسب القدر الممكن من النقاط في هذه المباريات كفيل بالحصول على قفزة نوعية في الترتيب، حيث نتطلع دائما للمشاركة في السباق على اللقب والذهاب بعيدا في كأس الجمهورية وكأس رابطة الأبطال '' . إلا أن مدرب العميد ربط استفاقة فريقه في البطولة، بضرورة عودة كل اللاعبين المصابين إلى المنافسة الرسمية، واستغلال التدعيم الذي سيأتي من العناصر التي استقدمتها إدارة النادي في الميركاتو، حيث أوضح في هذا الشأن: ''لقد شكل تراكم الإصابات في صفوف التشكيلة عائقا كبيرا للطاقم الفني، وربما كانت المولودية أكثر الفرق التي عانت بشكل خاص من غيابات لاعبيها...أخشى أن يستمر هذا الوضع في ظل معانات كل من بدبودة وبن سالم ودوادي وعمرون وبابوش، من مختلف الإصابات التي قد تتعرض لها عناصر أخرى من الفريق بسبب الصعوبات التي تنتظرنا في المباريات القادمة. كما أن هناك ضرورة كبيرة لإعادة تأهيل بعض العناصر بدنيا بعد ابتعادها عن المنافسة الرسمية لفترة طويلة على غرار المهاجم درا والمدافع حركات، الذين اضطرينا لإشراكهما في المباراة ضد ريال بانغي، وطلبنا منهما تفادي الإحتكاك كثيرا مع منافسيهم. كل هذا يفسر الوضعية الهشة التي يتواجد فيها الفريق ويتعين علينا التعامل معها بكثير من العقلانية''. وتأسف مدرب العميد لكون فريقه سيستمر في المنافسة الإفريقية بتعداد محدود جدا، والذي لا يتعدى ثمانية عشر لاعبا بعد تسريح العناصر التي أظهرت محدوديتها في اكتساب مكانتها ضمن التشكيلة الأساسية، حيث اعترف بوقوع سوء تقدير من الطاقم الفني وإدارة النادي في بداية الموسم لتدعيم الفريق. أما من جهة الأنصار، فقد كان الإرتياح كبيرا لرؤية تشكيلتهم تتخطى عقبة ريال بانغي، ويأملون في أن تستعيد في المستقبل القريب توازنها والخروج من وضعيتها المقلقة.