اقر منظمو المسيرة غير المرخص لها بالجزائر العاصمة في اجتماع لهم أمس بعدم نجاحهم في تحقيق الأهداف التي تم تسطيرها سواء ما تعلق بحشد المتظاهرين أو إحداث صيت إعلامي. وبدت الخلافات واضحة أمس بين المنضوين في التنسيقية المسماة من أجل الديمقراطية والتغيير خلال الاجتماع المنظم أمس بدار النقابات بالدار البيضاء بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة، وتبادلت الأطراف التهم فيما بينها وتقاذفت المسؤوليات بخصوص عدم تحقيق الأهداف المسطرة رغم حديث البعض منهم عن بعض المكتسبات. واعترف المتدخلون بأن الفشل الأول تمثل في عدم تنظيم مسيرة كما تم التخطيط لها مسبقا، إضافة الى فشل التأييد الشعبي من خلال عدم حشد مشاركين كثر، وكذا بروز بعض الزعامات ممن يريدون كما قال البعض خطف هذه المبادرة، في إشارة الى حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية وهو الحزب الوحيد المشارك في التجمع وهو ما دفع بممثله في الاجتماع النائب بالمجلس الشعبي الوطني ورئيس نقابة الأطباء الجزائريين السيد الطاهر بسباس للقول بأن ''التنسيقية ليست الارسيدي، بل نحن مجرد جزء منها... إذاكانت هناك أطراف لا تريد أن يكون ''الأرسيدي'' بينها فنحن نقول اننا نتبع التنسيقية وقراراتها وليس العكس''.وفي سياق تأكيد حرب الزعامات داخل التنسيقية تحدث أكثر من متدخل عن محاولات من عدة أطراف بتوجيه التجمع في الاتجاه الذي يريده وهو ما أشار إليه احد المتدخلين بالقول ''لقد اتفقنا بأن يكون هناك اجتماع تنسيقي عشية المسيرة إلا ان ذلك لم يحدث''، وأضافت متدخلة أخرى وهي رئيسة جمعية نسوية ان رئيس الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان السيد مصطفى بوشاشي قرر دون العودة الى أعضاء التنسيقية إنهاء التجمع في ساحة أول ماي أول أمس السبت، واعتبرت ذلك تجاوزا لمبدأ الاستشارة المعتمد منذ البداية. وإضافة الى ذلك فقد حملت بعض الأطراف الممثلة لفئة الشباب شخصيات متمرسة في السياسة وفي النقابة مسؤولية محاولة خطف مبادرة الشباب وأشار السيد علي يحيى عبد النور الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان انه كان يفترض أن يسير الشباب في المقدمة ونحن نتبعهم إلا ان ذلك لم يحدث، وهو ما دفع بأحد ممثلي الشباب الى اتهام أطراف في التنسيقية بسرقة المبادرة من الشباب.وكانت الشعارات التي تم رفعها خلال التجمع محل خلاف كبير كذلك، حيث ذكر بعض المتدخلين بأنه تم السماح بظهور شعارات تعود الى عشريات سابقة تجاوزها الزمن. ومن جهة أخرى فقد حاول المشاركون في الاجتماع تحميل بعض وسائل الإعلام مسؤولية فشلهم بالقول أنها لم تؤد الدور المنتظر منها ! وخلص الاجتماع الى اتفاق كافة الأطراف وباقتراح من السيد علي يحيى عبد النور الى تنظيم مسيرة أخرى السبت القادم من ساحة أول ماي الى ساحة الشهداء.