دبت خلافات بين الفعاليات النقابية والجمعوية المشاركة في ''التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية''، حول أسباب ''عدم نجاح'' مسيرة أول أمس السبت في تحقيق أهدافها، وأحس مندوب عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أن مشاركين في ''التنسيقية'' لمحوا لحزبه ب''محاولة الاستفراد بالمبادرة''، فخاطبهم أن ''الأرسيدي مجرد جزء من مجموعة وهو يخضع لما تقرره التنسيقية وليس العكس''. وبعد مشاورات في إطار مغلق، أعلنت ''التنسيقية'' الأخذ بمقترح علي يحيى عبدالنور، تنظيم مسيرة جديدة يوم السبت القادم. كان قرابة الثلاثين مسؤولا جمعويا ونقابيا وسياسيا يشكلون ''التنسيقية من أجل التغيير والديمقراطية''، على موعد أمس، في لقاء تقييمي شابته خلافات دبت فجأة في أعقاب تفضيل مشاركين تسمية أمور تنظيمية ''سلبية'' بمسمياتها أمام فريق من الصحفيين. وإن كان إجماع قياديي التنسيقية على ''إيجابية المبادرة وتحقيقها لبعض الأهداف''، إلا أنها ''لم تحقق الكثير''، على خلفية ''عدم تفاعل الشباب، ومحاولة كل طرف الانفراد بالقيادة''، كما قال مسؤول ما يعرف ب''الجزائر السلمية''. وبدأت الأمور عادية في دار النقابات بالدار البيضاء في العاصمة، مع كلمة أولية لعميد الحقوقيين الجزائريين، علي يحيى عبدالنور، الذي أطلق وعودا جديدة ب''تصعيد الضغط عبر الشارع وتحسيس الشباب أكثر بمشروع التغيير''، واقترح عبدالنور ''إقامة تجمعات أسبوعية كل يوم سبت بساحة أول ماي (ساحة الوئام) وإعلام الشباب قدر الإمكان''. ولفت عبدالنور الانتباه إلى أن التنسيقية ''يجب أن يقودها الشباب ونحن نتبعهم ولتحقيق ذلك علينا برفع وعيهم بالتحسيس المستمر''. ولو أن المتدخلين أجمعوا في النقاش على ''إيجابية'' الخطوة، إلا أن السلبيات التي تكررت طالت اتهامات غير واضحة ب''محاولة كل طرف التفرد بالقرار والظهور بشكل القائد''. وفهم الطاهر بسباس، نائب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الإيحاءات على أنها موجهة لزعيم حزبه سعيد سعدي، فرد لما أتيحت له الكلمة ''التنسيقية ليست التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بل نحن مجرد جزء منها''، وأضاف: ''إذا كان هناك أناس لا يريدون الأرسيدي بينهم فنحن نقول إننا نتبع التنسيقية وقراراتها وليس العكس''. وحملت التنسيقية قوات الأمن، مسؤولية الجزء الأكبر من ''عدم التمكن من تحقيق الهدف''، كما حملت قطاعا واسعا من الصحافة شقا من المسؤولية أيضا، وهو موقف سانده متحدث باسم ''الحركة الديمقراطية الاجتماعية'' لما اتهم ''وسائل إعلام بالقيام بمناورات لإنقاص قوة التنسيقية''. وقال بغدادي سي امحمد ممثل ''الجمعية الوطنية لحقوق الطفل'' إن التنسيقية ''نجحت في مجابهة إرهاب الدولة''، لكن ''واضح أن شباب الجزائر ممزق ولا يشعر أنه معني بالأمر''، ورد ممثل عن ''المنتدى العالمي للأمازيغية'' أن ''أمورا إيجابية تحققت على أكثر من صعيد، لكن قطاعا من الصحافة لعب دورا في التوجيه ضد المشروع''. في حين فسر متحدث باسم ''جمعية مشعل'' أن ''الخطأ الذي ارتكبناه هو بداية المسيرة في وقت باكر قبل وقتها المحدد (الساعة 11) ما سهل على مصالح الأمن اختطاف قياديين''. واختلف فضيل بومالة مع شركائه في التنسيقية في ''ظهور شعارات وكأننا في عصر يعود لعشر سنوات خلت.. لقد أعيدت شعارات قديمة تحت وطأة الارتجالية''. وربما قصد بومالة شعار ''نظام مجرم''، وركز على النجاح على ثلاثة مستويات ''ربحنا معركتنا مع السلطة على المستوى السياسي والأمني والإعلامي''. وانتقدت نصيرة ديتور، مسؤولة جمعية ''المفقودين''، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، مصطفى بوشاشي، على ''إعلانه الانسحاب من المسيرة دون مشورة مسبقة... كان الأجدر تحدي الطوق الأمني مهما كلف الثمن''. قبل أن يتدخل متحدث باسم ''الجزائر السلمية'' متهما ''جهات داخل التنسيقية لمحاولة سرقة دعوة الشباب''، ثم طلب من فرقة التلفزيون الجزائري التي كانت حاضرة للتغطية، وقف التسجيل بسبب ما أسماه: ''موقف الجهاز وتعاطيه السلبي مع المشروع ككل''.