سيلتقي الفريق الوطني للمحليين في الدور ربع النهائي من كأس أمم إفريقيا، مع منتخب جنوب إفريقيا يوم الجمعة المقبل بالخرطوم، في لقاء حاسم سيحدد مصيرهما في ما تبقى من المنافسة، ومن هنا تكتسي الجولة القادمة اهمية كبيرة في مسار المنتخب الجزائري الذي بات يراهن على الوصول إلى الدور النهائي. وبالرغم من ان نتائج الدور الاول لم تكن كبيرة، حيث اكتفى تعدادنا بالمرتبة الثانية وراء منتخب البلد المنظم برصيد 5 نقاط من فوز على اوغندا بهدفين لصفر وتعادلين امام كل من الغابون بهدفين لمثليهما والسودان بدون اهداف، إلا ان ذلك لم يمنع المدرب عبدالحق بن شيخة من التطلع الى بلوغ النهائي، الذي لم يكن في الواقع من اهدافه الاولية قبل انطلاق الدورة. ويبدو انه بات لا يخفي هذا التطلع، بل ويتحدث عنه علانية في صريحاته التي اعقبت الدور الاول، خاصة بعد اجتيازه عقبة المنتخب السوداني، بالرغم من انه يدرك ان المنافس المقبل في الدور ربع النهائي يدعى جنوب افريقيا. بن شيخة الذي منح للاعبيه إجازة يوم واحد - الاحد - سرعان ما عاد ب''كومندوسه'' في اليوم الموالي، الى حصصه لتقييم والوقوف على ما تحقق في الدور الاول وما لاحظه من نقائص يجب ان تصحح اوايجابيات لابد من تدعيمها، وقد عاد الى بداية الدورة وبالذات الى المباراة من المنافسة التي تمكن خلالها الفريق الجزائري من الدخول بقوة فيها، حيث فاز بهدفين لصفر، رغم تلك الظروف المناخية الصعبة، التي واجه فيها منتخب أوغندا، وقد تنبأ كل المتتبعين بعد هذا اللقاء الأول، بأن الفريق الجزائري سيذهب بعيدا في كأس أمم إفريقيا وأنه سيفوز بكل المباريات، كما أكد عليه اللاعبون أيضا، فاللقاء الأول اعتبر هؤلاء أن الفوز به سيفتح أمامهم الباب لتحقيق الأفضل، لكنهم مع الاسف ضيعوا فوزا كان في متناولهم امام الغابون، بعد ان تعادلوا بنتيجة هدفين لمثليهما، في الوقت المحسوب. وقد صرح المدرب بن شيخة بعد ذلك اللقاء بأن هناك أخطاء ارتكبها لاعبوه وسيقوم بتصحيحها ضد المنتخب السوداني، في وقت ضيع فيه ''الخضر'' التأهل وكان لزاما عليهم انتظار اللقاء الأخير من أجل انتزاع تلك الورقة المؤهلة، حيث قال بن شيخة :'' على السودانيين أن يحلموا بالفوز على الجزائر''. كما عبر كل اللاعبين على أنهم يسعون إلى الفوز لا التعادل من أجل التأهل في المرتبة الأولى، لكن الحسابات اسقطها واقع الميدان في المباراة الثالثة امام منتخب البلد المضيف، وكان التعادل بمثابة طوق نجاة بالنسبة للجزائريين الذين لعبوا تحت تأثير الضغط النفسي الذي يطغى عادة على مثل هذه المباريات، خاصة إذا علمنا بأن مصير المنتخب الوطني في حالة هزيمته كان يتوقف ايضا على نتيجة مباراة الغابون وأوغندا. ويمكن القول ان المنتخب الوطني ومن خلال الدور الأول يكون قد خرج بدروس كثيرة له ولمدربه بن شيخة، لا سيما وأن لاعبيه الذين اعتمد عليهم للمرور إلى ربع النهائي بالفوز بكل المباريات، لم يتمكنوا سوى من تفادي الهزيمة في اللقاءات الثلاثة، وهي نقطة إيجابية، إلا أن هذه اللغة يجب ان تتغير في اللقاء القادم ضد جنوب إفريقيا وعلى المنتخب الجزائري اللعب من أجل الفوز إذا اراد بن شيخة رسم الطريق للمرور إلى اللقاء النهائي، ويبدو انه يقر بصعوبة المهمة، فهو يقول ان ما بقي شاق طالما ان فريقه لم يصل بعد إلى النسق المطلوب، هذا ما يمكن تفهمه وتفسير بعض الأخطاء المرتكبة على مستوى الخطوط الثلاثة، وإن لم يظهر الانسجام بين اللاعبين أيضا، فهذا أمر منطقي ما دام اللاعبون لم يتعودوا على اللعب مع بعضهم البعض، وبالتالي فهم يحتاجون لمباريات أخرى أكثر حتى يتوصلوا إلى إيجاد هذا التناسق في اللعب، وعدم ارتكاب الأخطاء التي كادت أن تكلف ''الخضر'' الكثير في هذه الدورة.