أكد السيد عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة أن ما تبقى من قانون المجاهد والشهيد، سيدخل مرحلة متقدمة من التطبيق في الأسابيع القادمة، داعيا المجاهدين وأبناء الشهداء للمساهمة في تدوين التاريخ· وأوضح السيد بلخادم أن الحكومة تعمل بصرامة على تطبيق ما تبقى من قانون المجاهد والشهيد الذي صدرت عنه بعض النصوص التطبيقية، على أن يتم إصدار ما تبقى من نصوصه في الأسابيع القادمة والتي ستدخل مرحلة متقدمة من التطبيق· وتحدث رئيس الحكومة لدى حضوره افتتاح أشغال المؤتمر الرابع للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بفندق الاوراسي أمس، عن التضحيات التي دفعها الشعب الجزائري في سبيل تحرير وطنه طوال الثورة التحريرية التي دفع فيها بأرواح مليون ونصف المليون شهيد في ساحة الفداء، منددا ببعض الاطراف التي تحاول تحريف تاريخ الجزائر و"بسط نوايا جديدة من خلال استعمار جديد عن طريق ما تدعيه هذه الاطراف"، مشيرا إلى أن الجزائر بقرارها السيد وبما وفرته من إمكانيات للمجاهدين والمؤرخين والمؤسسات تولي أهمية قصوى للحفاظ على ذاكرتها التاريخية، وذلك من أجل تمكين شهود الثورة وممن عايشوا الأحداث من مجاهدين وأبناء شهداء من تدوين الأحداث والمساهمة في تمكين المؤرخين من تسجيل تاريخ الجزائر المعاصر" وهو البلد الذي لا يمكنه أبدا أن يتغاضى عن الثوابت والقيم الوطنية والتاريخية التي تعد بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه وفاء لدم الشهداء"· وفي هذا السياق اعتبر السيد بلخادم أن هذه المبادئ الراسخة هي التي تجعل الجزائر تؤكد على استرجاع كل أرشيفها وليس أرشيف الثورة المسلحة فقط الذي استحوذ عليه الاستعمار الفرنسي· ومن جهة أخرى ذكر رئيس الحكومة بأن الجزائر دولة عصرية يشهد لها بقدرتها على تحقيق الأمن والسلم، مؤكدا في هذا السياق الى أهمية الاستمرار في دعم مسعى المصالحة الوطنية لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار للبلاد· وذكر السيد بلخادم في معرض حديثه بالويلات التي واجهتها الجزائر طيلة 132 سنة من الإحتلال، مما يجعلها تدرك معاناة البلدان المستعمرة وتتقاسم آلام شعوبها المضطهدة· كما هو الشأن مع الشعب الصحراوي· وبهذه المناسبة، جدد رئيس الحكومة موقف الدولة الجزائرية الذي يدعو هيئة الزمم المتحدة ومجلس الأمن الأممي للإسراع في ايجاد حل عاجل لقضية الصحراء الغربية التي تبقى آخر مستعمرة في القارة الإفريقية· وذلك من خلال التوصيات واللوائح الأممية التي تمت المصادقة عليها والتي تنص على وضع حد للنزاع الصحراوي- المغربي، وتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره وأشار إلى أن ذلك من شأنه أن يخرج المغرب العربي من الصراعات ويصبح كتلة موحدة قادرة على مواجهة التحديات الدولية· كما ندد السيد بلخادم بالعدوان الاسرائيلي على فلسطين، مستنكرا الصمت الذي تلتزمه هيئة الأممالمتحدة حيال ذلك، داعيا الشعب الفلسطيني الى حب وطنه والتضامن وتكثيف الجهود فيما بينه لمواجهة العدو الصهيوني· وأعلنت المنظمة الوطنية لابناء الشهداء عن دعمها وتزكيتها لترشح رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية ثالثة، كما جاء على لسان السيد طيب الهواري الأمين العام للمنظمة خلال المؤتمر الرابع للمنظمة الذي حمل شعار "المؤتمر الرابع لمنظمة أبناء الشهداء يلح على ترشح رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية ثالثة"· وفي هذا السياق ذكر السيد الهواري بسياسة رئيس الجمهورية الرامية لتحقيق الازدهار والسلم والاستقرار، مشيرا الى ضرورة العمل على ترقية المصالحة الوطنية وقيم التسامح من أجل تحويل البلاد إلى ورشة تستقبل المشاريع الضخمة لتحقيق تنمية مستدامة· وقد حضر هذا المؤتمر السيد محمد عبد العزيز رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الذي ينتظر أن يلقي اليوم خطابا خلال اختتام أشغال المؤتمر، وذلك تزامنا وانطلاق الجولة الرابعة من المفاوضات بين طرفي النزاع المتمثلين في جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية· بمنهاست· وتضمنت جلسة الافتتاح تدخلات عدة ممثلين عن أبناء الشهداء من دول افريقية مثل ليبيا، الكونغو، زيمبابوي وفلسطين، حيث تم تسجيل حضور إبنة باتريس لومبا أحد أكبر مناهضي الاستعمار الأوروبي بإفريقيا التي تحدثت عن مسعى المصالحة الوطنية بالجزائر التي بادر بها رئيس الجمهورية ودورها في تحقيق السلم"، مما يؤكد حسب المتحدثة أن تضحيات شهداء الأمس لم تكن من أجل لاشيء"، مشيرة الى أن الأباء الأفارقة حاربوا من أجل نيل الحرية بالأمس، غير أن الأفارقة الآن ملزمون بمواصلة مسيرة أبائهم من خلال محاربة الفقر وتحقيق العيش الكريم·كما دعت ابنة الزعيم الافريقي بالمناسبة الى ضرورة الحفاظ على تضحيات شهداء القارة الإفريقية·