أكّد السيد عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة على ضرورة تسجيل كل ما حدث خلال الثورة التحريرية في المجال الثقافي· والتنظيمي للمساهمة في حفظ التاريخ·وأضاف السيد بلخادم في كلمة القاها خلال حفل تكريم بعض المجاهدات الطبيبات والممرضات أثناء الثورة التحريرية ، الذي نظمته جريدة "أوريزون" بفندق الهيلتون با لجزائر، أن كل مجاهدة تحمل جزءا من الذاكرة الوطنية، ومن الضروري تسجيل كل شهاداتها رواياتها عن الأحداث التي عايشتها· وفي هذا السياق أشاد رئيس الحكومة بدور المرأة الجزائرية في الجهاد وصمودها في وجه الاستعمار الفرنسي، ووقوفها الى جانب أخيها الرجل دفاعا عن وطنها من أجل نيل الحرية والاستقلال، حيث ذكر المتحدث بتضحيات وجهود المرأة إبان الثورة التي اقتحمت كل الميادين وليس ميدان علاج الجرحى ومعطوبي الحرب فقط·مشيرا في السياق الى أن "المجاهدات أجبن على الحرب برسالة نبيلة وهي الحياة، بواسطة العلاج وانقاذ الأرواح البشرية ·مضيفا أن المجاهدات الجزائريات كنّ محمّلات بشحنة حب الوطن، قمن بكل ما يقوم به الرجل· وقال السيد بلخادم أنه لابد من الاعتراف بكل هذه الجهود ولا نقلل من أي جهد قام به أي فرد خلال الثورة، وهذا عربون الاعتراف بجهدهن· وكرّمت جريدة "أوريزون" بحضور رئيس الحكومة السيد بلخادم ووزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكزازة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة 18 إمرأة من شهيدات ومجاهدات يمثلن الفريق الطبي وشبه الطبي التحقت بالثورة في سنواتها الأولى، واللواتي عملن رغم قلة الامكانيات وقلة التكوين الطبي وشبه الطبي أمثال الشهيدة زبيدة ولد قابلية، مريم بوعتورة، مليكة قايد، الاختين الشهيدتين باج، والمجاهدات مريم مختاري، نفيسة حمود لاليام ، ربيعة بوجمعة، المجاهدة مغراوي، لويزة إيغيل أحريز، حورية عبيد مداسي، خديجة قايد تلمساني، فاطمة عياش، بوعشة حدوش الزهرة، ليلى الطيب، علجية حمودي عليجة، والبروفسور مسعودة يحياوي، الحرة بوعمامة كما خصصت الجريدة مجلة خاصة تضمنت بورتريهات وشهادات حيّة لهاته النسوة من إعداد صحافيي "أوريزون" حملت عنوان"ملائكة الثورة" في إشارة لهؤلاء الشهيدات والمجاهدات اللائي وصفتهن المجلة ب "الجميلات المتمرّدات"· وقد تخلل حفل التكريم الذي حضرته بعض الشخصيات الثورية والاعلامية، مداخلات لمجاهدات عشن الثورة وعملن في قطاع العلاج، مثل السيدة مختاري مريم من مواليد 19ديسمبر1938بولاية تيارت والتي التحقت بالثورة في نوفمبر 1956 بالمنطقتين الخامسة والسادسة، والتي تلقت تكوينا في الميدان الصحي، رغم القبض عليها من قبل الجيش الفرنسي والزج بها في السجن لمدة عامين الى غاية خروجا منه في عيد النصر· ولاتزال المجاهدة مريم مختاري تعمل حاليا على تدوين التاريخ والبحث من أجل حفظ ذاكرة الجزائر،حيث كان لها الفضل في إيجاد قبر الشهيد زكرياء المجدوب الذي كان شهيدا دون قبر· من جهتها المجاهدة بوعمامة الحرة التي التحقت بالثورة وهي لا تتجاوز 13 سنة من عمرها، لتكون بذلك أصغر مجاهدة عملت في مجال العالج، ذكرت بدور المرأة الجزائرية التي كان لها دورا كبيرا في تحقيق الاستقلال، رافضة أن يقترن جهاد المرأة بالعمل في المنازل والطبخ والغسيل للمجاهدين فقط، بل عملت في ساحة الفداء وحملت السلاح ووضعت القنابل للعدو، وهي المناسبة التي عبّرت من خلالها المتحدثة عن أسفها لقلة الحديث عن هؤلاء المجاهدات واقتصار الحديث عن فئة معينة وتهميش فئة أخرى·