عاد الحديث عن مشكل نقص الملاعب في الجزائر، ليشكل محور انتقادات المدربين ومسيري الأندية بشكل كبير، بعد أن أقدمت الرابطة الوطنية على تأجيل بعض المباريات لعدم توفر الملاعب، آخرها لقاء اتحاد البليدة - مولودية الجزائر، حيث رفضت السلطات المحلية لولاية تيبازة إجراء اللقاء في القليعة، في وقت لم يتمكن الاتحاد من الاستقبال على أرضه بملعب تشاكر نظرا للأشغال التي تجري على هذا الملعب منذ مدة، وكانت القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة لهؤلاء المسيرين. والأمر لا يخص الفريق البليدي فقط، لأن هناك العديد من الأندية التي تعاني من نفس المشكل، في الوقت الذي كان من المفترض أن يتوفر كل ناد على ملعب خاص به في عهد الاحتراف، وفي هذا الشأن أشار محمد زعيم رئيس اتحاد البليدة إلى أن فريقه هذا الموسم يعاني معاناة كبيرة، وفيما يخص تأجيل المباراة قال '' ولاية تيبازة رفضت أن نلعب في ملعب القليعة''، حيث أبدى زعيم تذمره من هذه الوضعية التي يعيشها فريقه.. معبرا عن ذلك بملل شديد، وتحدث عن الأشغال التي تجري على مستوى ملعب تشاكر '' الأشغال في تشاكر انطلقت منذ أربع سنوات ولا أدري إن كانت ستنتهي أم لا''. من جهته، عبر عمر غريب منسق فرع كرة القدم في مولودية الجزائر، عن الوضعية التي يعيشها عميد الأندية الجزائرية، الذي يملك جمهورا عريضا وألقابا كثيرة، حيث اعتبر فريقه دون مأوى '' نحن دون مأوى مستقر كما يقال، فتارة نلعب هناك وتارة أخرى نلعب هناك، وقد اخترنا أن نستقبل في ملعب الرويبة ''، قال غريب، الذي أضاف فيما يخص تأجيل لقاء فريقه بالبليدة، بأن هذا لن يخدم الفريق. وعن لقاءات الداربي ضد شباب بلوزداد واتحاد الحراش، قال غريب بأن المولودية ستستقبل في ملعب بولوغين. وسيكون فريق اتحاد عنابة ضحية تنقله إلى الاستقبال في ملعب الحجار، وهذا نظرا لغلق ملعب 19 ماي لتحضيره للقاء المنتخب الوطني ضد المنتخب المغربي في مارس القادم. وأمام هذه الوضعية الصعبة التي تعيشها بعض الأندية، التي لم تتحصل إلى حد كتابة هذه الأسطر، على مساعدات الدولة الخاصة بالشروع في الاحتراف والمتضمنة قطعة الأرض التي يدشن عليها الملعب و10 ملايير سنتيم كمساعدة أولية، يبقى بعض المسيرين يبحثون عن مخرج، وقد نادى العديد منهم بضرورة منح تسيير الملاعب لهذه الأندية، على غرار ما جاء على لسان رئيس شباب بلوزداد محفوظ قرباج، الذي يطالب بأن ترفع السلطات المحلية يدها عن هذا التسيير، مما له من عراقيل جمة تؤثر بشكل كبير على هذه الفرق، التي تجد نفسها دائما مرتبطة بقرارات البلدية أو الولاية، فكما قال قرباج '' الهياكل الرياضية مخصصة للشباب والرياضيين ولابد أن تعود إليهم''. من جهة أخرى، يرى هؤلاء المسيرون، أنهم استجابوا لقرار رئيس الجمهورية من أجل الدخول في عالم الاحتراف، إلا أنهم صدموا بعدم تطبيق هذه القرارات على أرض الواقع، مما تسبب في حدوث عدة مشاكل للفرق التي تعاني الكثير، خاصة من الجانب المالي، في الوقت الذي لم تتمكن هذه الأندية من بيع أسهمها، وفي وقت لم يعد يكفي ذلك في تسيير الفريق على أسس احترافية مثلما حدث في وفاق سطيف، مما أدى إلى استقالة رئيس الفريق عبد الحكيم سرار. وإن استمرت هذه الوضعية على ما هي عليه، فإن الأيام القادمة ستعرف سقوط عدة رؤساء أيضا ممن لم يتمكنوا من مواجهة هذه الأزمات التي قد تعصف بأنديتهم.