تحيي دولة الكويت الجمعة القادم العيد الوطني الخمسين المصادف ل25 فيفري من كل سنة في ظل انجازات ومكتسبات اقتصادية واجتماعية وصناعية ملحوظة في مسار التنمية لهذا البلد والأحداث المتسارعة التي شهدها مع بداية تسعينيات القرن الماضي فقد استطاعت دولة الكويت في وقت قصير أن تدخل نادي أكبر دول منطقة الخليج العربي تأثيرا في صيرورة الأحداث في هذه المنطقة الاستراتيجية لاسيما من ناحية علاقاتها مع مجلس التعاون الخليجي والقوى الاقتصادية الكبرى ذات المصالح الاستراتيجية الضخمة في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط على حد سواء. وساعد الكويت على بلوغ هذه المكانة الاستراتيجية مجموعة من العوامل والمؤشرات في ظل الطفرة الاقتصادية التي حققها الاقتصاد الكويتي طيلة السنوات الأخيرة وهو ما دفعها لتكون من أكبر مناطق العالم استقطابا للاستثمارات الاقتصادية والصناعية ورؤوس الأموال. كما أثرت النقلة النوعية والاستثمارات الهامة في قطاع العقارات على دفع الاقتصاد الكويتي وعملت على تخليصه من الاعتماد بصفة كلية على عائدات البلد من مبيعات النفط الذي تعد من خلاله الكويت من أكبر الدول المنتجة لهذه الثروة الهامة في منطقة الشرق الأوسط، كما أتاحت هذه النقلة النوعية في اقتصاد الكويت خلال السنوات الأخيرة فرصة لنسج علاقات التعاون والشراكة مع بلدان المغرب العربي لاسيما الجزائر التي تطمح من خلالها إلى تكثيف وتطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات، خاصة مع الانفتاح الاقتصادي والصناعي الكبير الذي انتهجته الجزائر مؤخرا، اضافة إلى تنويع فرص الاستثمار التي توفرها لمختلف المستثمرين الأجانب. وكان الاهتمام الكويتي بتعزيز العلاقات الثنائية مع الجزائر يظهر جليا من خلال تكثيف بعثات رجال الأعمال الكويتيين في العديد من المرات الى الجزائر بهدف بحث فرص الاستثمار وتعزيز تواجد الشركات الكويتية في السوق الوطنية. وكانت الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الى دولة الكويت بدعوة من نظيره الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في أفريل 2008 مناسبة لإعطاء دفع قوي للعلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين. وأكد خلالها الرئيس بوتفليقة أن العلاقات الجزائرية-الكويتية ممتازة ومبنية على أواصر عريقة لايمكن أن تنال منها عوارض ظرفية. وترتبط الكويت مع الجزائر باتفاقية لمنع الازدواج الضريبي وتشجيع الاستثمار ضمن اتفاقية تم توقيعها في ماي 2006 بهدف الرفع من الاستثمارات المشتركة والمتبادلة بين البلدين. وشهدت زيارة الرئيس بوتفليقة الى الكويت التوقيع على عدة اتفاقيات تعاون بين البلدين خاصة المتعلقة بالوقاية من التهرب الضريبي على الدخل والتعاون الاقتصادي والتقني والتكوين المهني في شتى المجالات. كما أن زيارة أمير دولة الكويت الى الجزائر في أكتوبر 2010 تدخل في إطار تثمين أواصر الأخوة التي تربط الشعبين الشقيقين وتدعيم علاقات التعاون المتبادل بين البلدين. وتوجت أشغال الدورة السادسة للجنة الجزائرية الكويتية عقب هذه الزيارة بالتوقيع على عدة اتفاقيات تخص مجالات الطاقة والفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والنقل الجوي خاصة فيما يتعلق بفتح خط مباشر بين الجزائر والكويت. وجاءت زيارة أمير دولة الكويت في وقت تطرح فيه الجزائر برنامجا استثماريا ضخما وإجراءات تحفيزية للمستثمرين الأجانب وبالأخص العرب بهدف فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين. وللاشارة، تقدر الاستثمارات الكويتية بالجزائر بأكثر من مليار دولار لتتصدر بذلك الكويت المرتبة الثالثة من بين المستثمرين العرب. كما بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين عام 2009 ، 11 مليون دولار وهو رقم لا يرقى الى مستوى العلاقات الممتازة بين الدولتين. فيما قدرت الواردات الكويتية من الجزائر سنة 2008 مليون ونصف المليون دولار أغلبها من الزيوت الصناعية والغازات والمنتجات الفلاحية. أما الصادرات الكويتية نحو الجزائر والمتمثلة في الآلات الكهرومنزلية والمواد الصناعية فقد بلغت 8,6 ملايين دولار في نفس السنة.