يحتفل الشعب البحريني اليوم بالعيد الوطني ال36 لمملكة البحرين والذي يصادف ذكرى تولي الملك حمد بن عيسى آل خليفة عرش هذه الدولة العربية الصغيرة في عرض مياه الخليج العربي. تمكنت البحرين التي تحولت من إمارة إلى مملكة في السنوات الأخيرة طيلة هذه الفترة من تحقيق إنجازات معتبرة خاصة في المجال الاقتصادي مما أهلها لأن تكون الدولة العربية الأسرع تقدما اقتصاديا في العالم العربي وهو الأمر الذي أقرته لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا شهر جانفي 2006. وقد اضطرت البحرين إلى تبني نهج التفتح الاقتصادي بسبب حاجتها لتنويع مواردها الاقتصادية على اعتبار أنها دولة محدودة من حيث الثروة النفطية على عكس دول الخليج العربي الأخرى المنضوية في إطار مجلس التعاون الخليجي التي تتمتع بثروة نفطية هائلة. ووفق هذه القناعة فقد عملت السلطات البحرينية على توسيع الصناعات الثقيلة والمصرفية والسياحة إلى درجة أن المملكة أصبحت تعتبر المحور المصرفي الرئيسي في كامل الشرق الأوسط كما تعتبر مركزاً للتمويل الإسلامي في نفس الوقت الذي تمكنت فيه من وضع إطار تنظيمي قوي في مجال الصناعة. وتشكل البحرين مركزا ماليا واقتصاديا هاما وتعد المحور الرئيسي للبنوك والمصارف في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط مما أهلها لأن تتحول إلى ثاني دولة في العالم في مجال استقطاب الاستثمارات المصرفية والبنكية بعد سويسرا. كما تعد العاصمة المنامة بمثابة مدينة مالية تماما كما هو الأمر بالنسبة لمدن فرانكفورت الألمانية وسنغافورة لاحتوائها على "مرفأ البحرين المالي" الذي يضم فروعا لعدد من المصارف والبنوك العالمية إضافة إلى العديد من المجمعات المالية المنتشرة في مختلف مناطق البحرين. وعلى غرار المجال المالي والمصرفي فإن البحرين تعتبر أكبر منتج لمادة الألمنيوم وتتوفر على أكبر مصنع للألمنيوم في العالم بإنتاج سنوي يقدر بحوالي 525 ألف طن. كما تحولت هذه الجزيرة الكبيرة في عرض مياه الخليج إلى قطب سياحي هام نظرا لموقعها الاستراتيجي وتوفرها على إمكانيات هائلة في هذا المجال واحتوائها على عديد من المواقع السياحية التي تستقطب السياح من كل أنحاء العام. ويشكل النفط والغاز الطبيعي المصدرين الطبيعيين الهامين الوحيدين في هذا البلد حيث يسيطران على الاقتصاد ويمدانه بحوالي 40 ? من العائدات. وبقدر ما استطاعت البحرين تحقيق هذه الإنجازات في المجال الاقتصادي فإنها قد أولت اهتماما وعناية خاصة بالإنسان البحريني من خلال بناء المرافق الاجتماعية والمستشفيات والمدارس والجامعات. ونظرا للانفتاح الاقتصادي الذي تشهده البحرين فقد أصبح المجتمع البحريني في السنوات الأخيرة ممزوجاً بالأعراق بحيث يمثل العرب ثلثي السكان والثلث الأخير يمثله المهاجرون والعمال القادمون من إيران وجنوب شرق آسيا. وتقيم البحرين علاقات متميزة مع دول الخليج العربي في إطار مجلس التعاون الخليجي ومع كل الدول العربية وكل دول العالم التي تربطها علاقات اقتصادية وعسكرية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وعلاقات تجارية هامة مع الهند كما أنها تولي أهمية لعلاقاتها مع اليابان والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي. للإشارة فان مملكة البحرين عبارة عن أرخبيل يتكون من 33 جزيرة يحدها شرقا المملكة العربية السعودية ومن الشمال قطر ويربطها بالسعودية جسر الملك فهد الذي افتتح في 25 نوفمبر 1986 والذي يمتد على مسافة 25 كم.