"فلسطين··فلسطين" هي وقفة عند الصمود الذي يحيا في نفوس الصغار والكبار، والتحدي الذي يزيّن القلوب، وروائح المسك المنبعثة من دماء الشهداء لتنشر في العالم عبق الشهادة والانتصار، "فلسطين··فلسطين" للمخرج دومينيك دوبوسك هو عنوان الفيلم الوثائقي الذي عرض أوّل أمس بالمكتبة الوطنية الجزائرية على هامش الدورة السابعة للصالون الوطني للكتاب الذي طبعته العديد من النقاط السوداء· "فلسطين الجرح الدامي والأمل الأبدي"، فلسطين القضية والشهداء، توقّفت عندها كاميرا المخرج الفرنسي دومينيك دوبوسك وتناول في الفيلم الوثائقي "فلسطين··فلسطين" قضايا إنسانية متفرقة بعد أن أقام بالوطن الدامي خمسة أشهر متتالية، فحمل القضية الفلسطينية من جانب إنساني في هذا العمل الذي حاز على الجائزة الأولى في المهرجان الدولي لحقوق الإنسان عام 2006 في بوليفيا· المخرج الفرنسي حمل واقع الشعب الفلسطيني عقب الانتفاضة الثانية في 76 دقيقة، متنقلاً مابين الواقع المعيش في ظل القصف والحصار والاستشهاد اليومي، وما بين أحلام الناس البسيطة في حق العيش ككافة البشر، فجسّد عالم الإنسان الفلسطيني ليس من وجهة نظر الشهادة فحسب بل من وجهة نظر إنسانية، فالعالم يرى الشعب الفلسطيني كشعب مناضل يولد ليموت، يخرج من منزله صباحاً ليواجه استشهاده مدافعاً عن قضيته وحقه في الحياة على أرضه، إلاّ أنّ هناك جانباً آخر وهو أنّ الفلسطينيين هم في النهاية أناس بسطاء يريدون العيش كباقي البشر، يتعلّموا ويمرحوا ويرقصوا· نضال هو بطل الفيلم الذي يتنقل ومسرح عرائسه من مدينة إلى مدينة ومن مدرسة إلى أخرى ليحكي للأطفال سيرة سيدو الذي استشهد في سبيل أرضه، وعبر رحلته هذه ينقلنا المخرج عبر ثلاثة أجزاء إلى الأجواء الفلسطينية ببساطة وانسيابية، يجسّد فيها الحلم الذي يعيشه الفلسطينيون بحقهم في المرح والحب والغناء والعيش كباقي البشر· ويلخّص الفيلم الذي أخرجه دوبوسك سنة 2002 القضية الفلسطينية بجملة شعرية ذات معنى ثقيل مشيرا إلى أنّ "فلسطين اليوم هي سجينة حلم ويتمثّل الحلم في إسرائيل والسجينة في فلسطين"، وخلال نقاش نظّم عقب عرض الفيلم الوثائقي، أبرز الأستاذ فضيل بومالة المكلّف بالنشاطات الفكرية لصالون الكتاب أنّ هذا الفيلم يسرد الوضع السائد في فلسطين "بطريقة شعرية" مشيرا أنّ هذا الشريط يتضمّن قليلا من صور العنف والحرب، كما أن المنظمين فضلوا عرض فيلم وثائقي لمخرج أوروبي ملتزم، حيث في رصيد المخرج الفرنسي دومينيك دوبوسك حوالي 40 فيلما منذ سنة 1968، ومعروف عنه وقوفه إلى جانب القضايا العربية سيما فلسطين ولبنان·