تمثل الموضة أحد أبرز اهتمامات النساء في الجزائر، وخاصة عندما يتعلق الأمر بأحذية الحياة اليومية والمناسبات... ليبقى السؤال المطروح كم من آلاف الدنانير تصرف المرأة في حياتها لشراء الأحذية؟ ''المساء'' سألت عددا من النساء لتعرف الإجابة. يقدر متوسط حجم إنفاق النساء في شراء الأحذية تبعا لما كشفت عنه الآراء التي بحوزتنا بحوالي 7 آلاف دج سنويا، بينما يتضاعف هذا المبلغ بمرتين أو أكثر بالنسبة للواتي يشترين المستوردة، فسعر الحذاء العادي يتراوح بين 1000 و5000 دج فما فوق، ذلك أن التباين في الأسعار يرتبط بمصدر الصنع.. في حين تنخفض الأسعار حينما يتعلق الأمر ببعض الأحذية الصينية الرديئة. ويظهر الجو العام في الأسواق ومحلات الأحذية المنتشرة بالعاصمة أن هناك تنافسا سنويا بين النساء على نوعية وشكل الأحذية المتنوعة المطروحة، حيث تجدن أنفسهن أمام تشكيلات متعددة. .. حذاء من تشكيلة الخريف، جزمة للشتاء وأخرى للربيع، حذاء خفيف للصيف أو صندل.. حذاء مفتوح من الأمام أو من الوراء.. وحذاء بالجلد أو بالقماش، حذاء مذبب من الأمام أو دائري أو مستطيل وبمختلف الألوان وما إلى ذلك.. كلها تشكل إغراء قد لا يقاوم. وبيّن استطلاع ''المساء'' أن المرأة - لاسيما العاملة - تحتفظ بما معدله 10 أزواج من الأحذية على الأقل في خزانتها أي أنها تقتني ما معدله سبعة أزواج من الأحذية الجديدة كل عام.. كما كشفت بعض النساء أنهن لا يخبرن أمهاتهن أو بعض أفراد أسرتهن عن شراء الأحذية الجديدة تفاديا للانتقاد. وقالت الآنسة ''سلمى'' (موظفة) إنها تحتفظ بما معدله 15 زوجا من الأحذية في خزانتها، ثلاثة منها خاصة بالمناسبات، مشيرة إلى أنها كثيرا ما تتعرض للانتقاد من طرف والدها الذي يستغرب سبب كثرة إقبالها على شراء الأحذية، والتي تكون عادة مرفوقة بالحقائب اليدوية التي تتماشى معها, وتضيف أنها تقتني حوالي 4 أزواج من الأحذية في الشتاء و5 أزواج في الصيف دون حساب الأحذية الرياضية والمناسباتية التي تفرضها الأعراس، ما يكلفها أكثر من 250 ألف دج سنويا باعتبار أنها ملزمة بشراء الأحذية الإيطالية الغالية في معظم الأحيان، لأنها تضم ضمن تشكيلاتها المنوعة المقاسات الصغيرة التي يصعب العثور عليها. واختصاراً للموضوع تجد ''سلمى'' أنها إذا أرادت أن تكون أنيقة يجب أن تكون لها أحذية لكل المناسبات، وأن يكون لها أكثر من واحد لتستطيع التبديل، بما يحقق معادلة لكل ثوب حذاء خاص به وحقيبة يدوية تنسجم معه. أما صديقتها ''نورة'' فذكرت ل ''المساء'' أن هوس الأحذية يدفعها لاقتناء حوالي 7 أزواج منها كل سنة، لذلك تنفق أكثر من 20 ألف دج سنويا مجارة لفكرة حذاء أو اثنين لكل موسم. وأكدت ''نورة''، التي تحتفظ في خزانتها ب10 أحذية، أن شراء الأحذية بالنسبة لها هو شبه هوس، بحيث أنها تشتري الأحذية حتى وإن كانت تستخدمها ليوم واحد فقط. مبرزة أن ملاحظات والدتها لم تفلح في القضاء على هذا الهوس الذي تذهب بسببه نسبة معتبرة من راتبها هباء منثورا، ويصل عدد الأحذية التي تراكمت في خزانة السيدة ''مونيا'' منذ خمس السنوات الأخيرة إلى حوالي 100 نوع بين محلية ومستوردة !! .. وعن ذلك أشارت إلى أن مفهوم الأناقة بالنسبة لها لا يرتبط بالهندام بقدر ما يرتبط بالحذاء, وتستكمل حديثها قائلة: ''أنا أتقبل فكرة تكرار ثلاث أو أربع بذلات خلال مواسم السنة بدلا من تكبد شراء أكثر من ثوب في الموسم الواحد، لكن الأمر يختلف عندما يتعلق بالأحذية التي لا أقاوم إغراءات تصاميمها المتجددة باستمرار، خاصة وأن مقاس أحذيتي صغير، ما يدفعني في كل موسم إلى اقتناء خمسة أو ستة أزواج دفعة واحدة كلما صادفتها في المحلات''. وما تزال محدثتنا مصرة على أن الأناقة مرتبطة كثيرا بالتغيير المستمر في نوع الأحذية، رغم حجم النفقات الذي تتطلبه، والتي قد تعادل ثمن شراء سيارة بحسب شقيقها الذي ينتقدها في كل مرة. وفي المقابل أجابت الشابة ''لمياء'' بأنها لا تحتفظ سوى ب 12 زوجا من الأحذية في خزانتها، وأن الإمكانيات هي التي تحول دون تمكنها من اقتناء أكثر من 7 أو 8 أحذية سنويا، حيث تعتبر أن هذا العدد قليل كونه لا يستجيب لرغبتها في تنويع الألوان.. وهي الرغبة التي كثيرا ما كانت سببا في إقدامها على شراء أحذية ضيقة وقعت في حبها من أول نظرة! ويبقى سر هوس المرأة بشراء الأحذية يشكل لغزا قد لا تفهمه المرأة في حد ذاتها التي يأسرها منظر حذاء أنيق يلمع !!-.