أكد معهد باستور الجزائر أن لقاح ''تيترا-هيب'' المدرج في الرزنامة الوطنية للقاحات سيكون متوفرا في المؤسسات الصحية ابتداء من الأسبوع القادم، موضحا أن الانقطاعات التي عرفتها بعض المؤسسات الصحية في الأيام الفارطة مردها الموارد المالية غير الكافية للمعهد، بالإضافة إلى الإجراءات المرتبطة باستيراد المواد الصيدلانية بما فيها اللقاحات. وتتطلب إجراءات استيراد اللقاحات -حسب مصدر من إدارة معهد باستور الجزائر- دفع نسبة 50 على الأقل من سعر اللقاح للمخابر الأجنبية عند تقديم الطلب والنسبة المتبقية تدفع بعد استلام المادة، مؤكدا أن المعهد ليست له الإمكانيات المالية اللازمة للقيام بهذه العملية في كل مراحلها وأضاف أن التكلفة السنوية للقاحات الموجهة للأطفال والمدرجة في إطار البرنامج الموسع للرزنامة الوطنية تصل إلى 300 مليار سنتيم في الوقت الذي تتطلب فيه العملية توفير الأموال والإمكانيات بصفة دائمة لضمان توفر اللقاحات بالمؤسسات الصحية والمستشفيات، داعيا هذه الأخيرة إلى دفع مستحقاتها، حيث يجد المعهد صعوبة كبيرة في استرجاعها من المؤسسات الصحية رغم حيازة هذه الأخيرة للأموال الخاصة باللقاحات في ميزانيتها وأضاف أن المعهد يستورد الكميات المطلوبة من اللقاحات على أساس الطلبات التي تقدمها المؤسسات الصحية واحتياجات الوزارة الوصية. للإشارة فإن لقاح ''تيترا-هيب'' هو لقاح مدمج يحتوي على اللقاح المضاد للتيتانوس والسعال الديكي والدفتيريا زائد الهيموفيليس (ب) المضاد للفيروس الذي يصيب الرئة والتهاب السحايا. وكانت المراكز الصحية وعلى الخصوص أقسام رعاية الأمومة والطفولة عبر كامل التراب الوطني قد عرفت أزمة حادة في لقاحات الأطفال، حيث حرم المئات من هؤلاء من التلقيح في المواعيد المحددة لكل نوع من اللقاحات، الأمر الذي أثار مخاوف لدى الأولياء إزاء ما قد يترتب عن ذلك على صحة أبنائهم. ورغم تحسن الوضع نسبيا من حيث وفرة اللقاحات الخاصة بالرضع إلا أن المشكل لا يزال قائما في العديد من مناطق البلاد، كما أثارت من جهة أخرى وفي الأيام الأخيرة هذه الندرة التي مست ليس اللقاحات الخاصة بالرضع والأطفال فقط، بل حتى لقاحات الكبار، أزمة بين مديري المستشفيات ومعهد باستور، حيث كشفت مصادر مطلعة أن مديري المستشفيات والمراكز الصحية عبر الوطن يترددون على معهد باستور لأخذ هذه اللقاحات، إلا أنهم يعودون صفر اليدين بسبب ندرتها، مما تسبب لهم في صدامات مع المرضى وأولياء الأطفال. وأضاف المصدر أن معهد باستور عاش حالة غليان في العديد من المرات بسبب هذه الوضعية التي لم يجد لها مديرو المستشفيات والمراكز الصحية تفسيرا بعد تأكيد وزير الصحة أن جميع أنواع اللقاحات متوفرة. وكانت مصادر أخرى قد أشارت إلى أن المشكل يرجع لسوء تسيير المخزون مع التماطل في تقديم الطلبيات، مع حالة الاحتقان التي يعيشها المعهد منذ فضيحة اقتناء اللقاحات الفاسدة التي اتهم فيها المدير العام السابق و9 إطارات آخرون. وقد اشتكى الكثير من الآباء والأمهات عبر العديد من المراكز الصحية بالجزائر العاصمة، من النقص الفادح في لقاح الأطفال الرضع خصوصاً في شهرهم الثالث والسادس والثامن عشر وهو ما وقفنا عليه بعدة مراكز صحية بالعاصمة.