افتتح أمس بقاعة الموقار معرض تشكيلي للفنانة رشيدة عجال، حيّت من خلاله المرأة الجزائرية في عيدها العالمي معبّرة فيه عن طموحات هذه المرأة في غذ أفضل. يضم المعرض 24 لوحة ويحمل شعار ''هروب''، هذا الشعار الذي تفسره الفنانة بأنه هروب من واقع المرأة ومن المجتمع عموما الذي لم يعط بعد للمرأة مكانتها كإنسان كامل الحقوق. تجتمع في هذه اللوحات كل المدارس الفنية من الانطباعي إلى السريالي إلى التجريدي والواقعي وهذا المزيج -حسب رشيدة- سيسمح للجمهور من اكتشاف كل الاتجاهات الفنية ومحاولة إدراكه عوض الاهتمام فقط بالعرض الذي يقدم فيه قالب فني وحيد ومنمط، فالمعارض هي المكان المفضل الذي يكتشف فيه الجمهور العادي الفنون التشكيلية التي لا يزال حضورها محتشما في الساحة الثقافية عندنا.للإشارة يتمحور المعرض حول موضوع المرأة، إلا أن الموضوع يعرض المرأة بشكل مباشر وغالبا ما يربطها بمحيطها أو من خلال الظروف التي تعيش فيها، سواء كانت اجتماعية أو ثقافية أو حتى سياسية. بعض اللوحات تظهر فيها المرأة على شكل حركات التوائية يغلب عليها اللون الأزرق المدرج والوردي والأصفر وهي تعبر عن حركة المرأة ضمن دورة الحياة. عن الألوان تقول رشيدة إنها تستعمل الأزرق بكل تدرجاته لأنه يعبر عن الأمل وغالبا ما يظهر في لوحاتها ذات الأسلوب التجريدي والسريالي بينما تفضل الأحمر في المدرسة التجريدية لأنه قوي وأكثر بروزا. رشيدة فنانة جريئة تجعل من فنها وسيلة لكسر بعض الطابوهات من ذلك مثلا عرضها للوحات تبرز بعض مفاتن المرأة وهي سابقة عند الفنانات الجزائريات وعنها تقول ل''المساء'': ''ارسم بعض النساء عاريات الأثداء مثلا ليس من باب الإثارة ولكن لأقول أن الجزائرية جميلة وجمالها لا يعني عيبا أو أنه مجرد عورة ومن جهة أخرى أحاول أن أرسم هذه المفاتن بأسلوب راق ومحترم كي أكسر النظرية الفنية الاستعمارية في أواخر القرن ال19 أين تم رسم المرأة الجزائرية عارية بغرض تشويه سمعتها وضرب الهوية الجزائرية اجتماعيا وثقافيا، ووصل الحد في تشويه صورتها الى استخدام فرنسيات يظهرن عاريات ويقدمن على أنهن جزائريات''. لا تميل رشيدة خاصة في مناسبة عيد المرأة إلى المعارض الجماعية بل تفضل معرضا خاصا بها وذلك لتستطيع تقديم أعمالها في هدوء دون زحمة الآخرين ولكي تضمن لنفسها فرصة الظهور وإبراز امكانياتها، إذ أن مثل هذه المعارض قليلة خاصة بالنسبة للشباب أو للفنانين الذين ينطلقون من الجزائر ويمارسون فنها فيها عكس من يعرضون في الخارج هؤلاء يلاقون كل التسهيلات فقط لأنهم أقاموا معارضهم في المشرق أو أوروبا. لرشيدة القدرة على تحرير الذاكرة برموز تشكيلية بليغة وقدرتها هذه تجعل الجمهور يمزج الماضي بالحاضر ويسلم به كأنه واقع معاش، فغالبا ما تظهر المرأة من زمن الماضي وكأنها تلك التي يراها تعبر الشارع أو التي تقاسمه يومياته. رشيدة عجال من مواليد 1979 متخرجة من المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بوهران متحصلة على شهادة فنون النحت من المدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة وقد عبرت ل''المساء'' عن أملها في تلقي الدعم في اختصاص النحت خاصة من الشركات الخاصة. للتذكير ستفتتح الفنانة معرضا آخر اليوم بفندق ''ماركير'' يضم 25 لوحة كلها عن المرأة وفي أسلوب ''الواقعي'' لتكون الفنانة الجزائرية الوحيدة التي تفتتح معرضين تشكيليين في آن واحد وكلاهما إهداء للمرأة اينما وجدت بأرض الجزائر.