يضم معرض "نظرات أنثوية" برواق ديدوش مراد المقام حاليا بمناسبة عيد المرأة فنونا تشكيلية متعددة الأساليب والطبوع والتقنيات، تعكس إبداعا أنثويا راقيا يحكي عالم المرأة بكل تفاصيله. يتشكل المعرض من 30 لوحة بمشاركة 15 فنانة، يبرز الفن التشكيلي الأنثوي الجزائري ومدى تطوره ومسايرته للحركة التشكيلية في الداخل والخارج. تجتمع كل المدارس الفنية لتشكل هذا الإبداع إذ نجد مختلف الطبوع منها التصويري، والتجريدي والرمزي وكذلك نصف التصويري. تشد الزائر لوحة تبرز فتاة ضاحكة تتجسد فيها البراءة والتفاؤل، وهي تنظر بعيدا كأنها تتطلع إلى مستقبل أفضل، اللوحة من توقيع سامية بومداسي، وهي في إطار الطابع الواقعي، حيث قدمت لوحة أخرى بعنوان "أوزا". كما تطرقت بعض الفنانات إلى الحياة التقليدية العاصمية، والتي تعتز بها كل الجزائريات ويحافظن عليها بشراسة، ناهيك عن حرص كل امرأة على إبراز إبداعها ولمستها الخاصة على هذا التراث الجميل الأمر الذي عكسته لوحة "الكاراكو"، وهي سترة من الحرير الخالص مطرزة بالخيط الذهبي البراق ترتديها امرأة عاصمية بافتخار واضعة على جبهتها "خيط الروح" الذي زاد من جمالها، وخيط الروح هذا عبارة عن خيط ذهبي يشبه السلسلة، وهو مرصع بالأحجار الكريمة، لوحة أخرى تبرز اللباس الترقي وهي لوحة "الندورة" ولا تقل جمالا عن "الكاراكو" بطرازها المذهب الذي يضفي على من ترتديها أنوثة متميزة خاصة مع الحلي والمجوهرات التي تدجج بها رقبة المرأة وذراعاها، هذه اللوحات الثلاثة من إبداع دحال نادية، والتي اعتمدت فيها على الأسلوب التصويري. أما الفنانة ليديا عزي فانتهجت الطابع نصف التصويري في لوحة تجسد امرأة يطغى عليها اللون الزهري (الوردي)، والذي هو رمز للأنوثة، مشكلة معها زهورا صغيرة توحي بالعطر والطبيعة والصفاء البعيد عن الجمال المصطنع. وتعود حسينة زاف بدورها إلى الأسلوب الواقعي لترصد المرأة في محيطها التقليدي تقعد على زراب من إبداع صنعتها ومن حولها المزهريات التي تفننت في رصها بالزهور والرياحين. فنانات أخريات فضلن "التجريد" لطرح انشغالاتهن وأحلامهن، منهن آمال جنيدي وحسيبة طييب وسامية شوكال اللواتي أبدعن في تصوير المرأة "بألوان المرأة" الفاتحة المفعمة بالحياة والأمل والحساسية، لتظهر المرأة في إطار اللوحات متميزة بفنها ورشاقتها ومهارتها في صنع الحياة الجميلة. أما عائشة حاج صدوق ففضلت الاختلاف عما سبق ملتفتة إلى الطبيعة التي تشترك مع المرأة في أمور كثيرة، واختارت بعض الفواكه لتصنعها وتلمها في شكل متناسق لا تبدعه إلا امرأة تماما كما تبدع في ترتيب بيتها وأشيائها. للتذكير فإن المعرض يتواصل إلى غاية 22 مارس الجاري.