سيدخل الشطر الأول من مشروع القرن لتحويل المياه من منطقة عين صالح إلى تمنراست حيز الخدمة بعد غد الثلاثاء وهو ما يسمح بتوزيع 50 ألف متر مكعب من المياه يوميا بولاية تمنراست إلى حين الانتهاء من كل المشروع الذي يمتد على مسافة 750 كيلومترا ويسمح مستقبلا بحل إشكالية توفير مياه الشرب عبر كامل بلديات الولاية من خلال ضمان نقل 100 ألف متر مكعب يوميا . ومثلما كان منتظرا سيتم ابتداء من يوم الثلاثاء القادم تحويل 50 ألف متر مكعب من المياه الجوفية بمنطقة عين صالح إلى غاية ولاية تمنراست بعد نجاح عمل المضخات الست التي تم وضعها على طول الطريق الرابط بين المنطقتين لضمان نقل المياه الصالحة للشرب لمختلف بلديات ولاية تامنراست وذلك في انتظار الانتهاء من باقي المشروع قبل نهاية السداسي الأول من السنة الجارية. وحسب مصاردنا من وزارة الموارد المائية فإن دخول الشطر الأول من المشروع حيز الاستغلال سيكون بمثابة دليل عن نجاح التجربة الأولى من نوعها بالجزائر، حيث تنوي الوزارة استغلال حصة الجزائر من المياه الجوفية المشتركة مع كل من ليبيا وتونس لضمان توفير مياه الشرب للولايات الجنوبية ودفع الحركة التنموية بالمنطقة خاصة في مجال القطاع الفلاحي الذي لقي نجاحا كبيرا بعدد من ولايات الجنوب على غرار أدرار والوادي. ونظرا لأهمية المشروع قررت الوزارة تقسيمه على عدة مؤسسات وطنية وأجنبية للإسراع في وتيرة الانجاز ليتم بعد قرابة ثلاثة سنوات إعطاء إشارة انطلاق عملية توزيع المياه بعد نجاح كل التجارب التقنية سواء على مستوى الآبار أو عبر المضخات ومحطات المعالجة، علما أن الدراسات الأخيرة التي أعدتها الوزارة بخصوص المياه الباطنية بالصحراء أكدت توفر قرابة 40 مليار متر مكعب، وعليه تتوقع الوزارة إطلاق مشروعين في القريب العاجل بنفس الحجم لمشروع تحويل المياه من عين صالح إلى تمنراست، وتخص تحويل 600 مليون متر مكعب من شمال مدينة المنيعة إلى غاية ولاية الجلفة مرورا بجنوب ولايات كل من تيارتالمسيلة وذلك بهدف تطوير القطاع الفلاحي من جهة ودعم المصادر السطحية للمياه بالمنطقة الفلاحية، ويتوقع أن يتم إطلاق المشروع مباشرة بعد انتهاء كل الدراسات، من جهة أخرى يتوقع أن يتم تحويل كميات كبيرة من المياه من منطقة وادي الناموس بولاية بشار إلى غاية منطقة عين الصفراء في إطار تطوير منطقة الهضاب العليا. من جهتهم أبدى سكان ولاية تمنراست استحسانهم لتقدم وتيرة المشروع الذي بدأ يرى النور بعد سنوات من العمل، حيث يتوقع أن يكون فال خير على التنمية المحلية للمنطقة من خلال توفير مياه الشرب وحل إشكالية البحث عن الموارد المائية بالمنطقة الصحراوية بالإضافة إلى إعطاء دفع جديد للقطاع الفلاحي الذي بدأ ينتعش بعدد من ولايات الجنوب التي تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى خزان الشمال في عدد من المنتجات الفلاحية الواسعة الاستهلاك والتي تنوعت من منتوج البطاطا والطماطم لتصل إلى غاية القمح بعد نجاح كل المزارع النموذجية التي دعمتها الوزارة بولايات كل من ادرار والوادي.ويذكر أن المشروع ككل كلف خزينة الدولة 190 مليار دج مع ضمان توزيع 100 ألف متر مكعب من المياه يوميا، وتتوقع وزارة الموارد المائية بالتنسيق مع وزارة الفلاحة فتح عدد من المستثمرات الفلاحية على طول الأنابيب الناقلة للمياه، مع انجاز عدد إضافي من محطات التطهير ومعالجة المياه لضمان استعمالها في خدمات أخرى، ونظرا لأهمية مشاريع جلب المياه من باطن الأرض بالصحراء قررت وزارة الموارد المائية الاحتفال هذه السنة باليوم العالمي للمياه المصادف ل22 مارس من كل سنة بولاية تمنراست احتفالا بنجاح أول تجربة تحويل المياه في الجنوب.