أثنى المتمدرسون الذين شاركوا أمس، في اليوم البرلماني للطفل المنظم بمقر مجلس الأمة ، على المجهودات التي يبذلها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أجل النهوض بقطاع التربية وبتحسين جميع مناحي الحياة اليومية للمواطن، وأكدوا دعمهم له في مواصلة مسيرة "المستقبل الواعد"· ووجه 153 تلميذا من النجباء في الأطوار التعليمية الثلاث يمثلون كل ولايات الوطن إضافة الى المدرسة الجزائرية بفرنسا بعد اختتام أشغال الجلسة الثالثة من نوعها "برلمان الطفل" التي ترأسه رئيس المجلس عبد القادر بن صالح "رسالة شكر وتقدير وعرفان إلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة" عن المجهودات التي يبذلها في سبيل الاهتمام أكثر بالطفل والمتمدرس بصفة خاصة· وأكد هؤلاء التلاميذ أن الاستقرار الذي تنعم به الجزائر اليوم إنما جاء بفضل سياسة المصالحة الوطنية التي مكنت من إرساء قواعد الطمأنينة في ربوع الجزائر ومكنت التلاميذ من الاستفادة من سياسة الإصلاح المنتهجة حاليا وفي جميع الميادين· وأضافت الرسالة أن المدرسة الجزائرية اليوم وبفضل كل ما تحقق يحق لها "أن تفتخر لأنها بدأت تعرف التحولات وتواكب التطورات التي تشهدها مثيلاتها في العالم"· وعدد المتمدرسون "فضائل" سياسة الإصلاح التي مست القطاع التربوي وذكروا من بينها تمكينهم من استعمال التكنولوجيات الحديثة وتوفير الظروف الملائمة لمزاولة الدارسة من تجهيزات ومرافق مساعدة· وعلى ضوء ذكرهم للوضع الذي أصبحت فيه المدرسة الجزائرية بفضل تلك الإصلاحات عبّروا عن رغبتهم في أن يتم المواصلة في هذا النهج وقالوا "نمد لكم أيدينا للأخذ بها لمواصلة مسيرة المستقبل الواعد"· جلسة "برلمان الطفل" التي حضرها وزراء التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة وإصلاح المستشفيات والشبيبة والرياضة خصصت لطرح "البرلمانيون الأطفال" لأسئلة شفوية تخص واقع قطاع التربية· وألقى رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح كلمة بالمناسبة ضمنها الهدف من تنظيم يوم ل "برلمان الطفل"، وأشار إلى أن مجلس الأمة يسعى الى خلق فضاء مفتوح للحوار بين الأطفال أنفسهم وإبلاغ انشغالاتهم للوزارات المعنية، وأضاف أن هذا اليوم "ليس نشاط واجهة بل هو تظاهرة جدية تكتسي أهمية بيداغوجية"· وعرّج في كلمته على الإنجازات التي حققتها الجزائر في مجال التكفل بالأطفال وبخاصة ما تعلق بضمان التمدرس للجميع، وذكر أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة فيما يتعلق بالتكفل بالأطفال وسخّرت إمكانيات ضخمة لتوفير أحسن الظروف لهذه الفئة· وأوضح في هذا الإطار أن الغلاف المالي الذي تخصصه الدولة لقطاع التربية يعد من أكبر الميزانيات التي ترصدها الدولة، وقدم وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد في كلمة القاها بالمناسبة حجم هذه الميزانية حيث انتقلت من 127 مليار دينار سنة 1999 إلى 370 مليار دينار العام الجاري· وبرأي رئيس مجلس الأمة فإنه يجب اليوم الإقرار بكل ما تحقق في مجال إصلاح المنظومة التربوية كونه جاء "نتاج جهد كبير"، ودعا في هذا السياق أطفال الجزائر الى حمل المشعل "وأن يكونوا خير خلف لخير سلف"· ويذكر أن مجلس الأمة سبق له وأن عقد جلستين لبرلمان الطفل الأولى في 2005 و2006· ومن جهته اكتفى وزير التربية الوطنية في كلمته بالتطرق إلى ما تم تحقيقه في مجال إصلاح القطاع وتدعيمه بمختلف الإمكانيات لضمان ظروف تمدرس جيدة وأشار إلى أن الجزائر تعد أكثر من 24.000 مؤسسة تربوية منها 18.500 مدرسة ابتدائية و4.300 إكمالية و1650 ثانوية يؤطرها ما يقارب 55.000 استاذ ومسير، كما تم برمجة إنجاز أكثر من 1100 إكمالية و500 ثانوية و600 حجرة رياضية خلال هذه السنة، وأضاف أن 61 بالمائة من المتمدرسين يستفيدون من المطاعم المدرسية· وخلال الأسئلة الشفوية التي طرحت على الوزراء الذين حضروا الجلسة عبر الأطفال عن انشغالهم إزاء تزايد العنف في الوسط المدرسي وانتشار ظاهرة اختطاف الأطفال وتفشي العديد من الآفات في الوسط المدرسي، وطالبوا كذلك بحماية الطفل من كل مظاهر الاستغلال وزجه في عالم الشغل وتكثيف النشاطات الرياضية في المدارس وتدعيم المكاتب المدرسية بالكتب الموجهة للمطالعة وتوفير الصحة المدرسية، والتكفل أكثر بتلاميذ العائلات المعوزة من خلال عدم الاكتفاء بتخصيص منحة ال2000 دينار عند كل دخول مدرسي ولكن بتمكينهم أيضا من الألبسة ومستلزمات أخرى· وقدم الوزراء المعنيون بهذه الأسئلة خلال الجلسة المسائية تطمينات للتلاميذ بالتكفل بجميع الانشغالات في إطار سياسة وطنية واضحة للنهوض بقطاع التربية·