تنظم مديرية الثقافة لتيزي وزو بمعية الجمعية الثقافية التي تحمل اسم الراحل ''مولود فرعون'' و''جرجرة لحماية التراث والأصالة'' بدار الثقافة مولود معمري لمدينة تيزي وزو ابتداء من اليوم وعلى مدار يومين يوما دراسيا بعنوان ''استغاثة مولود فرعون''، صاحب ''ابن الفقير'' وهي الرواية الأولى التي لا تزال ركنا مهما في البرامج الدراسية. سطر القائمون على تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي تحيي خلاله الولاية ذكرى اغتيال أحد الأركان المؤسسة لفن الرواية الجزائرية المعاصرة، برنامجا ثريا يستهل بتدشين معرض بدار الثقافة يتناول حياة ومسيرة الكاتب فرعون والتي تترجمها مؤلفات الكاتب المختلفة وصور ومقالات صحفية تحدثت عن الأديب الكبير مولود فرعون صاحب الروائع الأدبية التي أرخت لمرحلة هامة من تاريخ معاناة الشعب الجزائري في ظل الهيمنة الاستعمارية الفرنسية، كما يشمل المعرض عرض أعمال مسابقة أحسن نص توضيحي لمولود فرعون الذي يحمل عنوان ''ابن الفقير'' المنظم في إطار الطبعة الثالثة لصالون جرجرة للكتاب متبوعا ببيع الكتب مع دار الإنتاج ''ايناق'' و''الآمال ''، فيما تحتضن قاعة المسرح الصغير مائدة مستديرة حول جريدة فرعون والتي ينظمها كل من ابن الأديب علي فرعون رفقة يوسف مراحي وسعيد شماخ. يتوجه منظمو التظاهرة غدا الثلاثاء المصادف ل15 مارس تاريخ اغتيال الأديب، رفقة أفراد عائلة فرعون إلى مقبرة قرية تيزي هيبل التي دفن بها لوضع باقة من الزهور والترحم على روحه ليتم بعدها عرض فيلم وثائقي حول مولود فرعون للمخرج علي مزاوي متبوعا بنقاش حول هذه الشخصية الأدبية التي أنجبتها قرية تيزي هيبل في 8 مارس 1913 أين تربى وترعرع في كنف عائلة فقيرة، دفع فقرها والده إلى الهجرة بحثاً عن العمل، غير أن الفقر لم يصرف الطفل ولا أسرته عن تعليمه، حيث التحق بالمدرسة الابتدائية في قرية تاوريرت موسى المجاورة وكان يقطع مسافة طويلة للالتحاق بمدرسته وتحدى مولود فرعون ظروفه القاسية والمصاعب التي واجهته بمثابرته واجتهاده وواصل مشواره الدراسي إلى أن التحق بثانوية بتيزي وزو ثم مدرسة المعلمين ببوزريعة بالعاصمة أين تخرج واشتغل بالتعليم وبعدما عاد إلى قريته عين فيها مدرساً سنة 1935 وسرعان ما أ خذ خياله الفكري يتسع وأخذت القضايا الوطنية تشغل اهتمامه. أعطى فرعون من علمه لأطفال قريته وعين سنة 1952 في إطار العمل الإداري التربوي بالأربعاء ناث ايراثن وفي سنة 1957 التحق بالعاصمة أين عين مديراً لمدرسة (نادور) المدنية حالياً وفي 1960 تولى فرعون منصب مفتش لمراكز اجتماعية كان قد أسسها أحد الفرنسيين في 1955 وهي الوظيفة الأخيرة التي اشتغل فيها قبل أن يسقط برصاص العدو الفرنسي في 15 مارس 1962تاركا وراءه كنوزا روائية منها كتابان أحدهما بعنوان ''أيام قبائلية'' ويتكلم فيه عن عادات وتقاليد المنطقة وآخر ''أشعار سي محند''، إضافة إلى أربع روايات، ''ابن الفقير''، كتبها في أفريل سنة ,1939 ''الذكرى''،''الدروب الوعرة''،''الأرض والدم''، وكلها تتحدث عن المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاستعمار والمحاولات العديدة لطمس الهوية عن طريق التجهيل ونشر المسيحية، ترك أيضا مجموعة رسائل ومقالات عديدة، ومن أقواله: ''أكتب بالفرنسية، وأتكلم بالفرنسية، لأقول للفرنسيين أني لست فرنسياً''.