تنطلق بعد غد الخميس، الطبعة الرابعة عشرة للصالون الدولي للسيارات الذي سينظم خلال الفترة الممتدة بين 17 و27 مارس الجاري بمشاركة 40 عارضا من بينهم 29 وكيلا معتمدا للسيارات وعدد من شركات التأمين والخدمات وجمعيات ووسائل الإعلام في غياب شبه كلي لعروض أو تخفيضات بحسب الوكلاء الذين حاولوا إخفاء مخاوفهم من تراجع المبيعات أكثر بفعل تأثرها بالعديد من العوامل الداخلية كتدني القدرة الشرائية وعدم استعداد السلطات لإعادة فتح القروض الاستهلاكية بالإضافة إلى عوامل خارجية على غرار الكارثة الطبيعية التي ضربت اليابان أحد أكبر البلدان المصنعة للسيارات. وقد ألقت كارثة اليابان بظلالها على سوق السيارات ببلادنا وتحديدا على فعاليات الصالون الذي سينطلق بعد غد الخميس، بحيث توقفت جميع مصانع السيارات اليابانية عن العمل، كما أن الاضطرابات الجوية التي تعرفها منطقة آسيا حالت دون وصول الشحنات المرتقبة من طلبات السيارات المسجلة عبر الرحلات البحرية مع مخاوف من تسجيل ارتفاع في أسعار السيارات لتعويض الخسائر والأضرار التي تسبب فيها زلزال وتسونا مي اليابان. وأوضحت أمس، الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير''سافكس'' المنظمة لهذه التظاهرة أن الصالون الدولي ال14 للسيارات جاء من أجل الاستجابة لتطلعات الجمهور والمختصين باعتبارها أكبر مناسبة لجمع كل المتعاملين في المهنة ومن أجل تقييم الفرص التي توفرها السوق في قطاع الميكانيك، كما أن التظاهرة تبرز أهمية سوق السيارات ببلادنا وتناميه المتسارع مما يفسر استقطابه لعدد كبير من الزوار سنة بعد أخرى. وفي ندوة صحفية عقدت أمس، بقصر المعارض رفقة الشريك الرسمي لهذه التظاهرة ممثلا في الجمعية الوطنية لوكلاء السيارات، أشار رئيسها السيد محمد بايري مرفوقا بأعضاء الجمعية من الوكلاء البارزين إلى أن الهدف من هذه التظاهرة هو الوقوف على تطلعات المستهلكين والمهنيين وتنظيم العروض. معربا عن استعداده ومن خلال الجمعية لفتح نقاش واسع مع السلطات بخصوص فتح مصانع إنتاج وتركيب، على الرغم من صعوبة إقناع الشريك الأجنبي بنجاح استثماراته بالسوق الجزائرية حسب السيد بايري الذي ذكر بالعراقيل التي يراها عائقا تحول دون فتح مصانع إنتاج ببلادنا على غرار الضرائب والعقار. وقد شجعت العروض التي شرعت وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دراستها مؤخرا لا سيما العرضين المتعلقين بمؤسسة رونو الفرنسية وفولسفاكن الألمانية على بروز بوادر تصنيع جزائرية، حيث أشار أعضاء الجمعية إلى أن نجاح هذه المفاوضات وتحققها على أرض الواقع سيشجع على فتح مشاريع أخرى خاصة بإنتاج قطع الغيار التي لا تقل أهميتها عن تصنيع أو تركيب السيارات وبالتالي فتح آفاق تشغيل واعدة للشباب ضمن المسعى الذي انتهجه الحكومة. وينعقد صالون السيارات 2011 وسط بصيص أمل في عودة القروض الاستهلاكية، خاصة تلك المتعلقة باقتناء السيارات والتي فصلت فيها السلطات وذلك بإقرار استحالة عودتها في الوقت الحالي ما لم تكن هناك نية وتحرك من قبل المصنعين في إقامة مصانع إنجاز ببلادنا موجهة إلى دعم الصناعة المحلية وبالتالي رفع نسبة النمو الاقتصادي عوض العمل على تشجيع إنتاج المصانع الأجنبية التي حققت أرباحا كبيرة من خلال القروض الاستهلاكية للجزائريين وبالتالي ساهمت في رفع نمو اقتصاديات دولها. وكانت وزارة المالية قد أكدت أن ملف القروض الاستهلاكية الموجهة للسيارات الذي اتخذت بشأنه الحكومة قرارا بتوقيفها ضمن قانون المالية التكميلي لسنة ,2008 قد طرح مجددا للدراسة على مستوى مصالح الوزارة، غير أن الدراسة خلصت إلى أن عودة هذه القروض لا يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، كما يعتبر خدمة مجانية لبنوك أجنبية ومصانع شكلت هذا النوع من القروض أحد أسباب عزوفها عن الاستثمار بالجزائر. في إشارة واضحة إلى مؤسسة رونو الفرنسية التي اختارت المملكة المغربية على حساب الجزائر في إقامتها لمصنع للتركيب. ومعلوم أن قرار توقيف القروض الموجه للاستهلاك المندرج في إطار قانون المالية التكميلي لسنة 2009 جاء للحد من التزايد الكبير لواردات السيارات، حيث سجلت السوق الوطنية فاتورة استيراد بقيمة 5,3 مليار دولار من السيارات وقطع غيار السيارات، وهو الأمر الذي استدعى التحرك بسرعة بعد أن انتقد رئيس الجمهورية شخصيا فاتورة الاستيراد الإجمالية التي قاربت ال40 مليار دولار، الأمر الذي فرض التوجه نحو منح الامتياز للإنتاج الوطني، ومن هذا المنطلق سيكون تركيب أول سيارة بالجزائر كفيلا بعودة قروض السيارات بالنظر إلى أن الإنتاج الوطني للسيارات سيحل محل الاستيراد. للإشارة تحول الصالون الدولي للسيارات في السنوات الأخيرة إلى فرصة ينتهزها وكلاء السيارات لبيع أكبر عدد ممكن من المركبات عن طريق عروض وتخفيضات مما جعل الصالون ينحرف عن هدفه الأساسي ومحل انتقاد المهنيين الذين يفضلون عودة الصالون إلى أهدافه الأساسية المتمثلة في إبراز جديد السيارات وعالم المحركات مع إبراز أحدث التكنولوجيا في عالم صناعة السيارات.