يجمع المتتبعون لنزاع الصحراء الغربية أن الجولة الرابعة من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو لن تفضي الى أية نتيجة تكون في مستوى الطموحات لحل هذا النزاع الذي دام أكثر من ثلاثة عقود· ومرد هذا التشاؤم هو الطرف المغربي الذي يصر على فكرة الحكم الذاتي التي سبق أن رفضتها جبهة البوليزاريو جملة وتفصيلا، لأنها تحرم الشعب الصحراوي من مبدأ مقدس وهو حق تقرير المصير· فالمغرب متمسك بالحكم الذاتي لحفظ ماء الوجه ليس إلا، وإلا لماذا يرفض تنظيم استفتاء تقرير المصير وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع؟ إنه دليل على أن المغرب يخشى نتائج الاستفتاء وقد يكون على قناعة وإدراك تامين بالنتيجة مسبقا، لذا يرفض الاستفتاء ولو تحت إشراف الأممالمتحدة· ولهذه الأسباب لايزال الطرف المغربي في المفاوضات يناور بالحكم الذاتي لربح الوقت فقط من أجل البحث عن مخرج يتحايل به على العالم· كتعمير المناطق الصحراوية المحتلة بمواطنين موريتانيين ومنحهم الجنسية المغربية! وكلما لاحت مؤشرات فشل الدبلوماسية المغربية في الأفق، شحنت بطاريات البيادق ممن باعوا ضمائرهم من أجل الكرسي والمال، كهذا المسمى "ولد خليهن" الذي يوضع دائما في الصفوف الأمامية للتهجم على الجزائر ومحاولة اقحامها في نزاع لا ناقة ولا جمل لها فيه، باستثناء دفاعها عن مبدأ مقدس في سياستها الخارجية وميثاق الأممالمتحدة وهو حق الشعوب في تقرير مصيرها· إن القضية الصحراوية هي قضية تصفية استعمار مطروحة على مستوى الأممالمتحدة، وإن ادعاءات هذه البيادق أو من يحركها بأن الجزائر طرف في النزاع، هذيان ما بعده هذيان· فمع من يتفاوض المغرب هذه الأيام في منهاست؟ ومع من تفاوض في السابق؟ أليس مع ممثلي جبهة البوليزاريو، أو ليس ذلك اعترافا صريحا بالطرف الآخر الذي يتنازع معه بعد أن احتل أرضه؟!